انشقاق الكتيبة.. هل أطلقت الشرعية رصاص خيانتها على التحالف؟

الأربعاء 29 يوليو 2020 16:53:27
testus -US

"عودة كتيبة كاملة مع قائدها إلى صف الوطن".. مكتفيًّا هذه المرة بعبارة واضحة التوجُّه لكنّها جاءت خالية من أي تفاصيل، كشف عضو ما تُسمّى لجنة المصالحة الوطنية التابعة للمليشيات المدعو محمد البخيتي عن انشقاق جديد لكنّه ليس بالمستغرب.

تغريدة البخيتي أعادت الحديث عن وقائع عديدة تكرّرت كثيرًا طوال الفترة الماضية تتعلّق بانشقاق الكثير من عناصر بل وقيادات حزب الإصلاح الإخواني وانضمامهم إلى المليشيات الحوثية، ضمن غدر متعددة حلقاته بالتحالف العربي من قِبل حكومة الشرعية.

البخيتي هذا كان قد نشر قبل أيام، صورة لانضمام القيادي الإخواني فواز مثنى الجبري الذي كان يعمل في قوات الاحتياط بمأرب، وأربعة عائدين من الملتحقين بالقيادي الإخواني محمد علي الخزاعي، ثلاثة من اللواء ٣١٤ مأرب، والأخير من اللواء ١٦٣ شبوة، إلى صفوف الحوثيين.

الخزاعي كان قد انشق وانضم إلى صفوف المليشيات الحوثية، علمًا بأنّ هذا القيادي كان قد تولى مهامًا قيادية في قوات الشرعية إلى أن وصل لرتبة عقيد بلواء الصقور في مأرب، كما يشغل منصب عضو المجلس المحلي لمديرية التعزية.

سلسلة الانشقاقات الإخوانية لا تبدو نهاية لحلقاتها، وهي تعبِّر عن طعنات شديدة الغدر من قِبل حكومة الشرعية ضد التحالف العربي التي تسبّبت في إطالة أمد الحرب بعدما دأبت على تسليم الموقع الاستراتيجية للحوثيين بالإضافة إلى تجميد الجبهات الحيوية.

حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا تملك علاقات مشبوهة وخبيثة مع المليشيات الحوثية، وتجلّى ذلك في تبادل صفقات الأسرى بين الجانبين في الفترة الماضية.

ومن بين أكثر الأدلة التي فضحت هذا التقارب الخبيث، وظَّفت المليشيات الحوثية مؤخرًا كتائب إلكترونية لخدمة المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية.

ووجّهت المليشيات الحوثية "الذباب الإلكتروني" بإنشاء حسابات وهمية بأسماء جنوبية، وهذه العناصر يقودها الإعلامي الحوثي عبدالرحمن العابد الذي يعمل على ترويج الشائعات وإثارة المناطقية بين أبناء الجنوب.

كما أنّ التعليمات الجديدة للذباب الحوثي كانت بمهاجمة التحالف ومؤازرة سياسة الإخوان في الجنوب، حيث تولي المليشيات الجانب الدعائي في مواقع التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة لخدمة أجندتها السياسية والفكرية.

التقارب الحوثي الإخواني سيظل عنوانًا لاستهداف تمارسه حكومة الشرعية ضد التحالف العربي بغية ابتزازه عملًا على تحقيق مصالحه، بعدما جاهرت بتقاربها مع قطر وتركيا.

وبحسب محللين، فهناك تيار نافذ في الشرعية يسير وفقًا لأجندة معادية للتحالف العربي، أعدتها دولتا قطر وتركيا، عملًا على تعزيز النفوذ الإخواني, وهو ما يضر كثيرًا بالتحالف العربي، سواء عسكريًّا أو سياسيًّا.

وسبق أن كشفت معلومات عن أنّ هناك توزيعًا للأدوار يتمثل في أنّ قيادات في حكومة "الشرعية" تهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة، وفروع تنظيم الإخوان الإرهابي تهاجم المملكة العربية السعودية، فيما من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، حال تنفيذ اتفاق الرياض، موجة جديدة من النزوح السياسي من أتباع "الشرعية" نحو عواصم معادية لدول التحالف العربي مثل إسطنبول والدوحة.

ووفقًا للمعلومات، فإنّ النشاط الذي يقوده تيار قطر في محافظات تعز وشبوة ومأرب والمهرة يحظى بغطاء سياسي من بعض القيادات النافذة في الشرعية والمنتمية إلى جماعة الإخوان والتي تعلن دعمها للتحالف وتسعى في الوقت ذاته لتمكين الأجندة القطرية التركية من مفاصل الدولة ومؤسسات السلطة المحلية والجيش والأمن.