اتفاق الرياض وأشواك إخوان الشرعية
رأي المشهد العربي
دخل اتفاق الرياض مرحلةً جديدةً بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية عن التوصّل إلى آلية جديدة لتسريع وتيرة تنفيذه، عملًا على ضبط هذا المسار الذي يستهدف توجيه بوصلة الحرب على المليشيات في الاتجاه الصحيح.
وفيما أبدى الجنوب تجاوبًا كبيرًا مع هذه الخطوة، من خلال تعاطيه بإيجابية كاملة فور الإعلان عن هذه الآلية، فإنّ التحدي الأكبر يتمثّل في مدى التزام حكومة الشرعية وهو أمر لا يجب التعويل عليه كثيرًا.
اتفاق الرياض في إطاره الأول انقضت مدته الزمنية وقد ناله فشل ذريع بسبب الخروقات العديدة التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية تنفيذًا لتعليمات قطرية وتركية، سعت إلى إفشال الاتفاق الذي يستأصل النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية.
من أجل إنجاح هذا المسار الجديد، فقد أصبح لزامًا الاستفادة من تجربة الماضي، والعمل بشكل عاجل وعلى الفور لاستئصال النفوذ الإخواني "المتجذّر" في معسكر الشرعية، لا سيّما فيما يتعلق بالقيادات التي تتولى مناصب عسكرية بارزة، أولئك الذين ارتكبوا الكثير من المؤامرات وطعنوا التحالف العربي بخنجر الخيانة عبر تسليم المواقع الاستراتيجية للمليشيات الحوثية، ضمن مخطط أعدته وتشرف عليه دولة قطر.
وفيما يساهم اتفاق الرياض في ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين ويستأصل النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، فمن غير المستبعد على الإطلاق أن يزرع إخوان الشرعية الأشواك في مسار الاتفاق، لا سيّما أنّ الدوحة تملك تيارًا نافذًا في الشرعية يتحكم في الكثير من المعطيات.
إفشال اتفاق الرياض أمرٌ دأب عليه إخوان الشرعية من أجل حماية مصالحهم ونفوذهم وإطالة هذا المشهد العبثي إلى أقصى أمد ممكن، وبالتالي إذا سُمح باستمرار نفوذ هذه العناصر في المرحلة المقبلة فإنّ مصير أي توافق سيكون مهدَّدًا بشكل كبير.
أمام كل ذلك، تبقى القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي، تتعامل بمرونة مطلقة مع مجريات الأمور وفقًا لاستراتيجية مرحلية تقوم في هذه الأثناء على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّ الثابت أنّها لم ولن تغفل عن تحقيق مطالب شعبها.