سيول أبين.. ثروة مائية تدفقت إلى البحر

الجمعة 31 يوليو 2020 20:25:00
testus -US

شهدت محافظة أبين، منذ منتصف يوليو الجاري، تدفقا استثنائيا للسيول، غير معهود من عشرات السنين، أهدرته جهات تنظيم قطاع الري، بلا مبالاة بغياب الاستعداد وانعدام التجهيزات في دلتا المحافظة.

إهمال أنظمة الري
غابت التجهيزات لاستقبال موسم الري، وسط تجاهل صيانة القنوات المائية الرئيسية والفرعية وبوابات السدود والجسور، بالإضافة إلى التغافل عن تدهور الحواجز الترابية.

كما انعدمت آليات تنظيم الري بتوزيع المياه في السدود والجسور الفرعية التحويلية للمياه (من جسر إلى جسر) في حالة زيادة أو نقصان المياه.

هطول الأمطار
تدفقت المياه القريبة من المرتفعات الشمالية الغربية لمنطقة باتيس بغزارة في الثلث الأخير من شهر يوليو الجاري، وفاضت في وادي هرب ووادي بنا.

سد باتيس
انهمرت المياه من المرتفعات الشمالية في ظل إغلاق بوابتي سد باتيس الوحيدتين، ما تسبب في ارتفاع منسوب المياه في حوض القناة.

سدود خارج الجاهزية
كما تدفقت المياه من واديي هرب ونهارية، والتقت في سد (الديو) بمنطقة ساكن وعيص، بدون فتح بوابتي السد المطلتين على وادي بنا.

عدم جاهزية السد
واصلت المياه تدفقها حتى انهار حاجز العقمة الترابي، لتنهار بوابات السد نتيجة ارتفاع الماء، وعدم جاهزيته لغياب الصيانة.

تحول مجرى المياه
اجتازت مياه السيول سد الديو، إلى منطقة المخزن مركز الدلتا (دلتا أبين)، واتجهت إلى حاجز (عقمة السادة)، التي تعد عقمة استراتيجية لتخزينة وتحويل المياه.

وتراكمت المياه حتى تحولت إلى منطقة (جعولة وعفيني الخاملة وأخره وهي تخفف عن الحواجز المائية (العقم) في المخزن وتروي الأراضي الزراعية في مناطق المخزن.

الري التقليدي
يأتي دوره بعد حاجز ترابي (عقمة السادة)، وتحله بعده قنوات الري (الكور - الجرايب - بلفار – جعولة - الرواد - الخاملة - عفيني)

وكالعادة، توزعت المياه على حواجز ترابية خارج الجاهزية فوصل الماء إلى منطقة جعولة.

وهبطت المياه إلى جسر الصين، إلى ( الدوكرة ) في غرب جسر بوشنب (منطقة المخزن)، وخلفت سيلا ضخما.

غياب الدور التنفيذي في خنفر وزنجبار
تغافلت السلطتان المحليتان في مديريتي خنفر وزنجبار، عن المسؤولية في الاستعداد لموسم الأمطار لحجز المياه والاستفادة منها.

وتجاهلتا البند الرابع (الإيراد المحلي) لهما وتسخيره في الاستعداد الجيد لاستقبال مياه السيول.

 وعجزتا عن تفعيل نظام الري التقليدي وحرمت العديد من الأراضي الزراعية من المياه التي تحولت الى مياه تهدد حياة المواطنين على مشارف الوادي.
 
فشل شبكة الري
فشلت شبكات الري في استيعاب جزء من مياه السيول عبر (سد باتيس – سد الهيجة – سد الديو – سد المخزن) فاندفعت كلها إلى جسر الصين، لتختلف أضرارا بالخط الدولي وقطع عقمة السادة.

وبدلا من تفعيل شبكة الري وإصلاح الحواجز المائية وتحول المياه في مجاريها الطبيعية ذهبت مياه دلتا أبين إلى البحر دون الاستفادة منها في ري الأراضي الزراعية وضياع المخزون المائي.