اعتداءات الحوثية اليومية.. لماذا تتعمّد المليشيات إطالة أمد الحرب؟

الجمعة 31 يوليو 2020 22:33:00
testus -US

عبر جملة من الاعتداءات على المدنيين، تصر المليشيات الحوثية على إطالة أمد الحرب إلى أطول فترة ممكنة، باعتبار أنّ هذا الأمر العبثي يدر عليها الكثير من المكاسب.

ولا يكاد يمر يومٌ من دون أن تواصل المليشيات الحوثية اعتداءاتها على السكان في محافظة الحديدة؛ عملًا منها على تعقيد الوضع على الأرض، وتكبيد المدنيين كلفةً باهظة للغاية.

وفي أحدث اعتداءاتها، قصفت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، المناطق السكنية في مديرية الدريهمي، بمحافظة الحديدة.

مصادر محلية أكّدت أنّ المليشيات الحوثية أطلقت عددا من قذائف الهاوزر على شرق وشمال مديرية الدريهمي، تزامنا مع عمليات قنص واستهداف بالمعدلات الرشاشة.

وأضافت المصادر أن الاستهداف الحوثي كان بشكل عشوائي وأعاق تنقل وتحركات الأهالي ونشر حالة من الفزع بين المدنيين.

الجرائم الحوثية المتواصلة في محافظة الحديدة تمثّل خرقًا متواصلًا لبنود اتفاق السويد الذي وُقِّع في ديسمبر 2018، ونُظر إليه باعتباره أولى خطوات الحل السياسي، إلا أنّ أكثر من 15 ألف خرق وانتهاك حوثي أفشلت هذا المسار.

وينم إقدام المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري عن مساعٍ خبيثة لهذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران عملًا على إطالة أمد الحرب باعتبار أنّ هذا الأمر يضمن للحوثيين تحقيق مزيد من المكاسب.

هناك العديد من الأسباب التي تدفع المليشيات الحوثية إلى إطالة أمد الحرب، لعل أبرزها أنّ بقاء هذا الفصيل الإرهابي مرتبط إلى حد بعيد باستمرار الوضع العبثي الراهن.

كما أنّ المليشيات استطاعت على مدار السنوات الماضية تحقيق ثروات ضخمة، بعدما توسّعت في جرائم النهب والسطو وفرض الإتاوات ومصادرة المقدرات، وهو ما ساهم في صناعة أزمة حياتية فادحة، تعتبر الأكثر بشاعة على مستوى العالم أجمع.

ويبلغ حجم الثروة التي جمعتها المليشيات الحوثية من الموارد ومن القطاع الخاص، والمساعدات الخارجية والمتاجرة بالخدمات واستثمار الأصول والجبايات والتبرعات نحو 14 مليار دولار، منها تستثمر في الخارج، وأخرى أصول عقارية، وشركات تجارية حلت محل القطاع الخاص التقليدي.

وبحسب بيانات اقتصادية، شكلت الموارد الضريبية، وقطاع الاتصالات، وأرباح تجارة الوقود، وتجارة المخدرات، والمضاربة بالعملة، والمساعدات التي تقدم من منظمات الأمم المتحدة، أهم الموارد لمليشيا الحوثي، والتي صادرتها لحسابها الشخصي.

بالإضافة إلى ذلك، خصّصت مليشيا الحوثي التبرعات والجبايات التي يدفعها السكان بالقوة وتحت التهديد، ومواد الإغاثة لتمويل موازنتها العسكرية، وللاحتفالات التي تنظمها على مدار العام، ونصف راتب كل ستة أشهر لنحو 100 ألف موظف، وحَصَّلت المليشيات الضرائب والزكاة بنسبة 100% هذه السنة، وهو ما يتجاوز تريليون وأربعمائة مليار ريال "أكثر من ملياري دولار".

هذا الأمر لم يكن ليتحقق من دون أن تستمر الحرب إلى وضعها الراهن، وعملًا على الاستمرار في تحقيق هذه المكاسب "الشيطانية"، فإنّ المليشيات تحرص على إطالة أمد الحرب من أجل تحقيق هذه الغايات الخبيثة.