اتفاق الرياض وخرق الإخوان
رأي المشهد العربي
حدث ما كان متوقعًا، جدّدت المليشيات الإخوانية خروقاتها لاتفاق الرياض، استمرارًا لسياساتها الخبيثة الرامية إلى حفظ مصالحها.
المليشيات الإخوانية رمت خلال الساعات الماضية، إلى استهداف الجنوب من خلال تصعيد عسكري، تجلَّى على وجه التحديد في جبهة شقرة.
آلية التسريع الخاصة بالاتفاق التي شدّدت على أهميتها مختلف الأطراف، هدفت إلى ضبط مسار اتفاق الرياض بعدما أقدمت المليشيات الإخوانية الإرهابية على إفشاله طوال الفترة الماضية.
أمام هذه المرحلة الفارقة، فإنّ المملكة العربية السعودية ستكون مطالبة في هذه المرحلة بممارسة ضعوط هائلة عملًا على كبح جماح النفوذ الإخواني المهيمن بشكل واسع على معسكر الشرعية.
وبعيدًا عن خطوة تشكيل حكومة جديدة من عدمها، فإنّ الجانب الأهم في المشهد يتعلق تحديدًا بتطهير معسكر الشرعية بشكل كامل من العناصر الموالية للإخوان، وليس مجرد إحداث تغيير في شكل الحكومة، وترجع أهمية هذه الخطوة إلى النفوذ الإخواني الذي استشرى بكثرة في معسكر الشرعية.
الجانب الآخر من المشهد الراهن يتعلق بتعاطي الجنوب مع ما يحدث، فطوال الفترة الماضية تعاملت القيادة السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي بإيجابية شديدة سواء مع توقيع الاتفاق في مرحلته الأولى في نوفمبر الماضي، وكذا مع آلية التسريع المعلنة مؤخرًا.
حرص "الانتقالي" على إنجاح الاتفاق أمرٌ راجعٌ بشكل رئيسي إلى أنّ هذا المسار يستهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، والجنوب يقف في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني.
لكنّ هذا الالتزام السياسي والعسكري لا يسلب من الجنوب حقه الأصيل في الدفاع عن نفسه من المؤامرات التي تُحاك ضده، وبالتالي فإنّ القيادة السياسية مخوّل إليها اتخاذ كل ما يجب اتخاذه عملًا على حماية أمن الجنوب واستقرار شعبه.