آلام المرضى تطفئ فرحة العيد باليمن

الاثنين 3 أغسطس 2020 00:24:00
testus -US

جاء عيد الأضحى هذا العام في اليمن في ظل أوضاع صحية بالغة الصعوبة، في ظل انتشار فيروس كورونا والعديد من الأمراض والأوبئة الأخرى التي تعانيها غالبية المواطنين بسبب فساد الشرعية وإرهاب مليشيا الحوثي، وهو ما جعل صرخات آلام المرضى تطغى على فرحة العيد التي غابت عن غالبية المواطنين الذين انخرطوا في مشكلاتهم الصحية مع شح الإمكانيات الصحية.

يعاني المواطنون الأبرياء من صعوبات عديدة إضافة إلى المشكلات الصحية، إذ أن الحظر الجوي الذي فرضه فيروس كورونا ضاعف من آلامهم في ظل عدم قدرتهم على السفر إلى أي من البلدان المجاورة لتلقي العلاج كما الحال في السابق، في وقت قام فيه العديد من المنظمات العاملة في المجال الصحي والهيئات الأممية بسحب بعثاتها من اليمن في ظل عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا وزيادة عدد ضحايا مبعوثي تلك الهيئات.

اقتصرت الجهود الصحية في اليمن على ما تقدمه كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من مساعدات طبية للمواطنين في المحافظات المحررة، واستطاعت تلك المساعدات أن تخفف كثيرًا من آلام المواطنين غير أن تلك الجهود لا تكون كافية لتغطية ملايين المرضى.

حذرت منظمة أطباء بلا حدود، في تغريدة، على حسابها بتويتر، اليوم الأحد، من أن نقص أسطوانات الأكسجين مميت للمصابين بفيروس كورونا.

أكدت كريستينا مديرة فريق التمريض بالمنظمة في مركز السحول بمحافظة إب، أن مريض فيروس كورونا بأعراض متوسطة إلى الشديدة يحتاج إلى حوالي ست أسطوانات أكسجين يوميًا.

كما دعت المنظمة فرق التوعية الصحية التابعة لها باليمن إلى اتباع تدابير الوقاية من عدوى "كورونا"، وشددت على ضرورة التأكد من عدم انتشار الفيروس في مرافق الرعاية الصحية، ونوهت إلى أهمية ارتداء معدات الوقاية مثل الأقنعة والدروع والقفازات.

وسجّل فيروس كورونا حضورًا مرعبًا في اليمن، في ظل تردي الوضع الصحي بشكل هائل، على أثر الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، وغرست المليشيات الموالية لإيران بذور بيئة صحية شديدة التردي، وسط استهداف متواصل للكوادر الطبية، وكذا البنى التحتية الصحية، وهو ما صنع أزمة صحية شديدة الفداحة.

وتسبَّبت الحرب الحوثية في حرمان الملايين من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والمياه النظيفة أو الصرف الصحي، وهي أمور بالغة الأهمية لتجنب انتشار الفيروس.

وقد أتلفت مليشيا الحوثي الإرهابية، أطنانا من الأدوية سرًا خلال اليومين الماضيين، في محافظة إب، وذلك خوفًا من موجة غضب شعبية تثار ضدها، لإهمال المليشيا توزيع الأدوية التي تسلمتها من المنظمات الدولية حتى انتهاء صلاحيتها.

وأكدت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، أن مخازن مكتب الصحة في محافظة إب، تغرق بأكوام من الأدوية منتهية الصلاحية، تقدر قيمتها بمئات الملايين من الريالات.

ونبهت إلى تزامن الواقعة مع غياب شبه كلي لتوفر الخدمات المجانية للمرضى في المنشآت الطبية، وخصوصًا الأدوية.

وفي المقابل، قدمت العيادات الطبية التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة، خدماتها العلاجية لآلاف المستفيدين في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، استفاد منها 427 شخصا في قسم مكافحة الأمراض الوبائية، واستقبل قسم الرعاية التكاملية ألفا و459 مريضا، وتلقى قسم التغذية العلاجية 49 مستفيدا، وخدمت عيادة الصحة الإنجابية 252 مريضا.

واستفاد من خدمات قسم التوعية والتثقيف 922 شخصا، وراجع عيادة الجراحة والتضميد 254 مريضا، واستفاد من قسم الرعاية الصحية 685 شخصا، وأجرت العيادات الفحوصات المخبرية لـ 642 مريضا، كما صرفت الأدوية لألفين و83 مريضا.

عالجت العيادات الطبية التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، العشرات من المرضى في مديرية حيران بمحافظة حجة، واستفاد من خدمات قسم الملاحظة الطبية خلال أسبوع، 52 شخصًا، وعيادة التنويم والعلاج 16 مستفيدًا، والصيدلية 180 شخصًا، وراجع قسم معالجة الوبائيات 161 شخصًا، وقسم التوعية والتثقيف 150 مراجعًا، وقسم الإحالة الطبية 3 مستفيدين.