أكذوبة يوم الولاية.. طائفية الحوثي تشوِّه المجتمع وتحاصر السكان
دأبت المليشيات الحوثية على السير وفقًا لسياسة طائفية تستهدف التضييق على السكان وحشرهم جميعًا في خانة ضيقة لا تخلو من الاستهداف سواء جسديًّا أو نفسيًّا.
وتعمل المليشيات الموالية لإيران على مغازلة البسطاء بـ"كلمات دينية"، في محاولة لاستقطاب مزيد من الدعم للجبهات التي تشعل فيه القتال؛ عملًا على إطالة أمد الحرب.
وفيما يحل اليوم السبت ذكرى ما يُسميه الحوثيون يوم الولاية أو يوم عيد الغدير، فقد مارست المليشيات قدرًا كبيرًا من الطائفية البغيضة ضد السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها وصلت إلى وصم من ينكر هذه المناسبة بأنّه "منافق".
وعملت المليشيات على مدار عدة أيام، على حشد السكان للمشاركة في الاحتفالية التي تنظّمها اليوم السبت بما تطلق عليه يوم الولاية، وقد عمّمت على خطباء المساجد دعوة المواطنيين للمشاركة في الاحتفالات.
وأمس الجمعة، دعا خطباء المساجد الحوثيين، السكان للمشاركة في احتفالات المليشيا بهذه المناسبة، معتبرين أنّ المشاركة فيها واجبا دينيا، كما هاجموا من ينكروا الاحتفال بيوم الولاية ووصفوهم بأنهم منافقين.
مليشيا الحوثي تحرص على إقامة هذه الفعالية الطائفية في محاولة لتسويق الولاء لزعيم مليشيا الحوثي عبدالملك الحوثي، كأساس ديني، كونه من سلالة آل البيت.
وتعد هذه الفعالية من أهم الفعاليات الطائفية التي تحرص مليشيا الحوثي على الاحتفال الواسع بها، للتأكيد على أحقيتها بالحكم باعتبار ذلك أمرا ربانيا.
الطائفية الحوثية لا تقتصر على ما تُدعى "يوم الولاية"، فعلى مدار سنوات الحرب، كثّفت المليشيات من ممارساتها الطائفية التي تكشف النقاب عن وجهها الإرهابي المتطرف، بغية استقطاب مزيدٍ من العناصر إلى صفوفها.
وعلى سبيل المثال، تضمّنت هذه الاستراتيجية الحوثية الخبيثة، إلزام عقال الحارات والشخصيات الاجتماعية في محافظة صنعاء بفتح منازلهم لإقامة ندوات تحت مسمى "الهوية الإيمانية" التي تنفذها المليشيات على مراحل.
وضغطت المليشيات، على عقال الحارات في صنعاء وأجبرتهم على جمع الأهالي لحضور هذه الندوات والدروس التي من خلالها يتم بث الأفكار الطائفية والعدوانية تحت مسمى تعزيز الهوية الإيمانية، حسب تعبير الحوثيين.
ويجبر مشرفو المليشيات الحوثية، عقال الحارات والمشايخ والشخصيات الاجتماعية على فتح المجالس والمقايل وجمع السكان وإقامة دوراتهم وندواتهم وبث سمومهم كردٍ على رفض الأهالي الحضور إلى المراكز الحوثية.
في الوقت نفسه، فإنّ السلاح الطائفي والعنصري الذي تستخدمه المليشيات يراه مراقبون سلاحًا ذي حدين، فقد يمكنهم من السيطرة المؤقتة، لكنه يجعل تلك السلالة في مواجهة مع مجتمع بأسره مكون من 25 مليون نسمة.
كما تكرس القرارات الحوثية حالة العداء تجاه المجتمع، وذلك ما سينقلب رأساً على عقب على المليشيات مستقبلاً، وعلى مختلف الأسر من ذات السلالة حتى لو لم تكن منهم في الواقع.