السيول في مناطق الحوثي.. رسائل السماء التي فضحت فساد المليشيات
في الوقت الذي غرقت فيه المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإنّ هذه الكارثة فضحت حجمًا كبيرًا من الفساد الذي استشرى في معسكر المليشيات.
وعلى مدار الماضية، ضربت سيول جارفة مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، ما خلّف ضحايا بشرية وأضرارًا مادية فادحة في الممتلكات الخاصة والعامة، ودمارًا في المرافق والبنى التحتية.
الأضرار البالغة عن كارثة السيول قالت صحيفة العرب اللندنية إنّها كشفت مدى فساد سلطات مليشيا الحوثي، وعدم قدرتها على إدارة مناطقها وتأمينها.
وأضافت أنّ السيول فاقمت من تعميق الأزمة الإنسانية القائمة في البلد، والتي تصنفها هيئات ومنظمات دولية كإحدى أعمق مآسي العصر.
وتعرّضت مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، بينها صنعاء، أضافت كثيرًا من الأعباء على السكان، في ظل إهمال غاشم متعمّد من قِبل المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
وغرق ثلاثة أشخاص، جراء سيول الأمطار التي ضربت صنعاء، وتحديدًا في حارة السد بمنطقة نقم، وعمل السكان على انتشال جثث الغرقى وإنقاذ آخرين علقوا في السيول الجارفة، في ظل غياب فرق الدفاع المدني التابعة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
المآسي الناجمة عن السيول أظهرت فسادًا كبيرًا استشرى كثيرًا في معسكر المليشيات فيما يتعلق بنهب المخصصات المالية التي كان من المفترض إنفاقها على أعمال الصيانة ومواجهة مثل هذه الأعباء.
ففي هذا الإطار، كانت محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين شاهدةً على فساد كبير مارست المليشيات، وتمثّل ذلك في صفقة فساد بين مسؤولين محليين ومشرف حوثي بمديرية المشنةبعد تخصيص مبلغ 400 مليون ريال لرصف شارع يخدم أقل من عشرين منزل.
تم تخصيص مبلغ 400 مليون ريال لرصف شارع في منطقة المشنة بينما التكاليف الحقيقة للمشروع لا تتجاوز المائة مليون ريال كأكبر تقدير .
فساد الحوثي يمثل إحدى الطرق التي تمكّنت خلالها المليشيات الحوثية من تكوين ثروات مالية طائلة على مدار سنوات الحرب العبثية، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمة إنسانية شديدة البشاعة.
لا تفوِّت المليشيات الحوثية أي فرصة لنهب الأموال على النحو الذي يُمكِّن قادة وعناصر هذا الفصيل الإرهابي من تكوين ثروات مالية ضخمة، عبر سلسلة طوية من جرائم الفساد الضخمة.