كارثة بيروت تضاعف ضغوطات المجتمع الدولي على المليشيات الحوثية
ضاعفت الكارثة التي شهدها مرفأ بيروت الضغوطات الدولية على المليشيات الحوثية التي مازالت تراوغ لرفض وصول الفريق الأممي إلى خزان صافر في الساحل الغربي، بعد أن تزايدت المطالبات الدولية بضرورة معالجة السفينة القابعة في موقعها منذ خمس سنوات من دون أن تسمح المليشيات الحوثية بالوصول إليها.
وتدفع الاتهامات الموجهة إلى حزب الله بالتسبب في كارثة مرفأ بيروت إلى مضاعفة الضغوطات التي تمارسها أطراف دولية على المليشيات الحوثية خوفا من تكرار نفس الكارثة التي ستطيح بالأخضر واليابس حال حدوثها، كمان أن تلك الضغوطات تأتي استكمالا لمحاولات المجتمع الدولي الضغط على طهران وأذرعها في المنطقة بالكف عن ممارسة الجرائم الإرهابية وترويع الآمنين.
يرى مراقبون أن المليشيات الحوثية قد تستجيب للمطالبات التي توجه إليها يوميا من قبل أطراف إقليمية مختلفة، حتى لا تكون عرضة للاتهام المباشر حال حدث أي عارض للسفينة التي تحتوي على مشتقات نفطية وترفض دخولها، غير أنها تنتظر إشارة طهران من أجل إبداء مرونة أكبر، لأن موقفها الحالي يرتبط برغبة إيرانية في استغلال الوضع الإنساني القائم بالحديدة من أجل مزيد من المكاسب السياسية في حربها الباردة مع الولايات المتحدة.
واستكمالا للضغوطات التي تواجهها المليشيات الحوثية، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الاثنين، من خطورة وضع السفينة صافر، التي تعد خزانا عائما قرب السواحل اليمنية وتحمل مليون برميل من النفط.
وقال أبو الغيط: "إن كارثة لبنان، وما أحدثته من دمار مروع، تذكرنا بخطورة وضع هذا الخزان النفطي العائم قبالة السواحل اليمنية، والذي لم تُجرَ له أي صيانةٍ منذ اندلاع الحرب في 2015".
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، مجلس الأمن الدولي، إلى التدخل "بصورة فورية" لتمكين فريق الأمم المتحدة من دخول الخزان وإجراء الصيانة المطلوبة.
ويعد السبب الرئيسي في تعطل عمليات الصيانة هو "ما يُمارسه الحوثيون من تضليلٍ ومراوغة للحيلولة دون دخول الفريق التابع إلى الأمم المتحدة إلى السفينة، التي كان مجلس الأمن قد عقد جلسة خاصة لمناقشة أوضاعها منتصف الشهر الماضي".
وحذرت مصادر مطلعة من أن المياه دخلت مؤخرا إلى غرفة محرك الناقلة، مما زاد من مخاطر غرقها أو انفجارها، ورغم أن عملية إصلاح مؤقتة قد أُجريت لها، فقد أكدت الأمم المتحدة أن الأمر يُمكن أن ينتهي لكارثة، خاصة فيما يتعلق بالتأثير المدمر لغرق الناقلة صافر، أو تعرضها للانفجار، على الحياة البحرية في البحر الأحمر.
حذرت صحيفة البيان الإماراتية، من تكرار كارثة مرفأ بيروت، ونتائجها المروعة التي رآها العالم في اليمن.
وأضافت، في افتتاحية عددها تحت عنوان "حتى لا تتكرر الكارثة"، اليوم الاثنين، أنه حتى لا تقع كارثة مشابهة في اليمن والمحيط، على جميع دول المنطقة والعالم التحرّك فورًا واللجوء إلى الأمم المتحدة والجهات الفاعلة، للضغط على مليشيا الحوثي، بهدف معالجة أمر حاملة النفط المتهالكة "صافر".
وأوضحت أن الناقلة ترسو، منذ خمس سنوات، في البحر الأحمر، وتحوي نحو مليون ونصف المليون برميل من النفط الخام، مؤكدة أن هذه الناقلة "قنبلة موقوتة" تهدد، ليس اليمن فحسب، وإنما دول المنطقة ككل والبيئة في البحر والبرّ.