الشرعية تختبئ في ظل اتفاق الرياض بحثًا عن احتلال الجنوب

الجمعة 14 أغسطس 2020 19:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تعمل الشرعية بسرعة فائقة نحو تفريغ جبهات الشمال من الجيوش التابعة لها والزج بها إلى محافظات الجنوب وبالتحديد إلى مدينة شقرة بمحافظة أبين، وبالرغم من أن تلك الحشود التي وصلت مؤخرًا إلى المدينة الجنوبية تستهدف إفشال اتفاق الرياض غير أن هناك هدفًا أكبر تسعى إليه مليشيات الإخوان المهيمنة على الشرعية يتمثل في احتلال الجنوب والسيطرة على مقدراته.

لا يمكن إغفال هذا الهدف في ظل توجيه الشرعية لقدراتها العسكرية التي ظلت قابعة لسنوات طويلة في جبهات الشمال، كما أن تحقيق هدف احتلال الجنوب يرتبط باتفاقات أكبر مع المليشيات الحوثية بتسليمها الجبهات والمال والسلاح والمناطق الاستراتيجية ذات الأهمية الجيوسياسية في الشمال من أجل أن تتفرغ الشرعية للسيطرة على محافظات الجنوب، ولعل رغبة التحالف العربي في تنفيذ اتفاق الرياض تستهدف إيقاف هذا المخطط.

تعمل الشرعية على توسيع قاعدة تحالفاتها لتحقيق هذا الهدف إذ أنها قدمت ما يثبت حسن نيتها تجاه التعاون مع تنظيم القاعدة الإرهابي، ولعل ذلك بدا واضحًا من خلال البيان المشبوه الذي صدر قبل أيام من شخصيات إخوانية ‏إصلاحية وقاعدية وداعشية، وضم أيضًا مجموعة من الفاسدين واللصوص استغلت اسم المقاومة الجنوبية من أجل الدعوة لاحتلال الجنوب، وجاء ذلك البيان في وقت عمدت فيه مليشيات الإصلاح لإمداد عناصر القاعدة بالمعدات العسكرية.

تستعين الشرعية في حربها ضد الجنوب ببعض الشخصيات المنتمية اسمًا فقط إلى الجنوب لكن ولاءها الأول والأخير للأموال التي تأتي إليها من الخارج، وهي شخصيات تبحث عن المناصب بأي طريقة من الطرق حتى وإن كان ذلك على حساب القضية الجنوبية التي لا يعترفون بها من الأساس ويقدمون فروض الولاء والطاعة للشرعية التي تفتح لهم أبواب السرقة والفساد، وتمكنهم من عقد صفقات مع قوى إقليمية متمثلة في قطر وتركيا تنعكس إيجابًا على مشروعاتهم التي يجري توظيفها لدعم العناصر الإرهابية.

تسعى الشرعية للسير في هذا المخطط حتى وإن قبلت في النهاية بتنفيذ اتفاق الرياض في ظل ضغوطات قوية يمارسها التحالف العربي عليها لدفع عجلة الاتفاق المعطلة منذ نوفمبر الماضي، وهو ما يتطلب يقظة جنوبية للتعامل مع أي عدوان يأتي من الشمال، تحديدًا وأنه يأتي مدفوعًا بمرتزقة تمولهم قطر وتركيا لتحقيق نفس الهدف، وبالتالي يصبح تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض ممثلًا في انسحاب الشرعية من شبوة وأبين هو الأساس في نجاح المفاوضات التي جرت طيلة الأشهر الماضية في المملكة العربية السعودية.