الحوثي وتجنيد الأطفال.. صغارٌ في محارق الموت

الجمعة 14 أغسطس 2020 22:46:00
testus -US

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي العديد من الجرائم والانتهاكات ضد الأطفال.

ومثّل تجنيد الأطفال الجريمة الأشد بشاعة التي ارتكبها الحوثيون على مدار السنوات الماضية، حيث دأبت المليشيات على استخدام الأطفال لخدمة مصالحها، عبر جرائم اختطاف موسعة للأطفال، قبل الزج بهم جبهات القتال.

ففي محافظة إب، كشفت مصادر مطلعة عن ارتفاع عدد الأطفال المختطفين في المحافظة خلال الشهرين الماضيين فقط إلى أكثر من 68 طفلًا.

وقالت المصادر إنّ حالات اختطاف الأطفال في إب أخيرا، تأتي استمرارًا لحوادث شبيهة شهدتها المحافظة في الفترات الماضية، من خلال اختفاء عشرات من الطلبة والأطفال من الشوارع والمدارس بصورة مفاجئة، ثم ظهور أعداد منهم في جبهات القتال أو في سجون المليشيات الإرهابية.

وحذرت المصادر، من استدراج مليشيا الحوثي الأطفال لحضور دورات طائفية وعسكرية، للزج بهم فيما بعد في جبهات القتال.

وعلى مدار السنوات الماضية، دأبت المليشيات الحوثية على تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال، في انتهاكات تمثّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وهناك ما لا يقل عن سبعة آلاف طفل مجند في صفوف المليشيات الحوثية، وهناك 100 ألف مصاب بمرض كورونا في مناطق سيطرة الحوثي، وتمنع المليشيات الإرهابية وصول المساعدات لهم.

ولا يكاد يخلو أي معسكر أو تجمع أو حشد عسكري للحوثيين من أطفال، حيث يجري استغلالهم بشكل كبير عبر الزج بهم في جبهات ومحارق الموت، وتعمل المليشيات على خلق مقاتلين صغارا للالتحاق بالمعارك في الميدان وتنتهج أنماطا شتى في هذه المساعي.

ويبدأ التجنيد عبر التعبئة الفكرية والدينية التي تتخذ نهجًا صارما ينتهي باقتناع المتلقي وهو عادةً طفل بكل ما يقوله رجال المليشيات وما يريدون تنفيذه عبر هذا الطفل، ويتم تدريس ملازم مؤسس المليشيات حسين بدر الدين الحوثي للأطفال في سن صغيرة، تمهيدًا لنقلهم إلى معسكرات التدريب السرية التي يتم فيها تدريسهم مختلف فنون القتال وذلك قبل تهيئتهم للرحيل الى الجبهات.

التجنيد القسري يمثّل واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الحوثيون ضد الأطفال، ومع حلول كل صيف، يكثر الحديث عن "المراكز الصيفية" التي أنشأتها المليشيات الحوثية عملًا من هذا الفصيل الإرهابي على دعم صفوفه والزج بالأطفال في جبهات القتال.

ويقول محللون إنّ هناك مخاطر فكرية وتدميرية تنتج عن إطلاق مليشيا الحوثي ما يسمى المركز الصيفي في عدد من المحافظات التي تسيطر عليها، وذلك بسبب الدورات الطائفية والفكرية التي تنظمها.