علماء بريطانيون.. كورونا يصيب الأطفال بمتلازمة التهابية نادرة
كشف علماء يريطانيون خلال دراسة أعدوها عن داء يصيب الأطفال يُعتقد أنّه مرتبط بمرض كوفيد - 19، تغيّرات واضحة في خلايا الدم البيضاء بين أولئك المرضى الصغار، ويشير البحث الجديد أيضاً إلى أنّ ذلك الاكتشاف ربما يساعد الأطباء في توقّع مدى مقاومة جسم من يُصاب بكورونا للعلاجات المعتمدة حالياً.
و تحدّثت تقارير في شتى أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة، عن إصابة عدد من الأطفال بمتلازمة التهابية متعدِّدة مستجدة خلال جائحة "كوفيد- 19"، وتشمل أعراضها الحمى والتهابات، ووصفها خبراء في الصحة بأنها نادرة جداً.
وربط العلماء بين تفشي فيروس كورونا وظهور مرض سمّوه "المتلازمة الالتهابية المتعددة الأجهزة" بمعنى أنها حالة التهابية تصيب أجهزة عدة في جسم الطفل.
وكذلك يُشار إلى تلك المتلازمة باسمها المختصر "بي أي إم إس- تي إس" PIMS-TS. وتشكّل مرضاً جديداً يشترك في بعض سماته مع مرضي "كاوازاكي"Kawasaki و"متلازمة الصدمة السميّة" toxic shock syndrome.
ودرس علماء عينات دم مأخوذة من أطفال أدخلوا إلى "مستشفى برمينغهام للأطفال" جراء إصابتهم بتلك الحالات، أثناء الإغلاق الذي لجأت إليه المملكة المتحدة بغية احتواء جائحة كورونا.
ونتيجة تحليل معمق، وجد أولئك العلماء تغيّرات كبيرة في نوع من كريات الدم البيضاء يسمى "الكريات المنفردة" Monocytes، لدى مرضى عانوا "المتلازمة الالتهابية المتعددة الأجهزة" ومرض "كاواساكي"، وفقاً لمسودة الدراسة التي لم تخضع بعد إلى تحكيم من قِبَل متخصصين نظراء للعلماء الذين أجروا الدراسة.
وفق الدكتور غراهام تايلور الباحث المشارك في الدراسة، أظهرت تلك الدراسة الأولى من نوعها، أنّ الحالتين كلتيهما تتميزان بتغيّرات بالغة في عدد "الكريات المنفردة" وتركيبها الجيني.
وكذلك أفاد الدكتور تايلور، من معهد المناعة والعلاج المناعي في جامعة برمينغهام، أن "نتائجنا تستلزم تأكيداً عن حدوثها لدى مجموعة أكبر من المرضى، بيد أنّه من الجائز أن تكون التغيّرات التي لاحظناها ذات صلة كبيرة (بكورونا)".
وأضاف أنّ النتائج يُحتمل أن تساعد في "التنبؤ بمدى مقاومة المرض لدى الأطفال المصابين بـ (المتلازمة الالتهابية المتعددة الأجهزة) و(كاواساكي)، إضافة إلى تحديد العلاجات البديلة للمرضين كليهما".
في دراستهم، استعان الباحثون بتسعة أطفال ظهرت عليهم علامات تدلّ على الإصابة بـ"المتلازمة الالتهابية المتعددة الأجهزة" في مستشفى "برمينغهام للنساء والأطفال"، خلال الفترة الممتدة بين أبريل (نيسان) ومايو (أيار) 2020.
وقد توافقت المؤشرات لدى سبعة أطفال منهم مع التعريف الطبي لتلك المتلازمة الذي وضعته "الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل"، لكن لم يظهر أنّ أجسادهم صنعت أجساماً مناعية مضادة لـ"كوفيد- 19". وفي المقابل، استوفى طفلان معايير تشخيص "كاواساكي"، وعلى النحو نفسه لم تكن لديهما أجسام مناعية مضادة لفيروس كورونا.
تناولت النتائج أيضاً الدكتور بارني شولفيلد، وهو طبيب استشاري في العناية المركزة للأطفال من مستشفى "برمينغهام للنساء والأطفال" التابع لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية". وبحسب رأيه، "من المتوجب إجراء بحوث عاجلة على الأطفال المرضى الذين يدخلون إلى وحدات العناية المركزة حول العالم جراء معاناتهم "المتلازمة الالتهابية المتعددة الأجهزة"، في سبيل فهم هذه الحالة النادرة التي يُحتمل أن تفضي إلى تغيرات في مجرى حياتهم".
وقد ختم شولفيلد حديثه مشيراً إلى أن فريق جامعة برمينغهام أجرى تحليلاً جديداً ومتعمِّقاً على وجه السرعة، بغية تحديد أهداف محتملة في العلاج.
وفي السياق نفسه، أعطت تحاليل الأجسام المناعية المضادة لدى أطفال أُدخلوا إلى المستشفى بسبب أعراض مشابهة للأعراض التي يتسبب بها "كاواساكي"، نتائج إيجابية عن "كوفيد- 19" (تأكيد الإصابة) في بحوث نهضت بها المملكة المتحدة.
وتشمل أعراض ذلك المرض الحمى والالتهاب، مع أعراض تدل على فشل عضوي يتسبّب بخلل في وظائف القلب، وانخفاض ضغط الدم، وحالة صدمة مهدِّدة للحياة. ومنذ يوليو (تموز) الماضي، جرى التعرّف إلى نحو 300 حالة لدى أطفال في المملكة المتحدة.