خلال عام واحد وضمن برنامج شامل لدعم القطاع
«هلال الإمارات» يعيد إنعاش « الصحة » في 9 محافظات محررة
تنوعت مبادرات الإمارات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني بين مجالات الصحة والتعليم والكساء والتغذية، وإعادة الإعمار، غير أن مجال الصحة كان من أكثر القطاعات أهمية والأبرز دعماً، إذ عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على إنشاء المستشفيات وإعادة تأهيل ما دمرته الحرب ونهبته المليشيات الحوثية، حيث قدمت دولة الإمارات آلاف الأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية واللقاحات، وأقامت المخيمات الطبية المجانية وأرسلت المئات من جرحى المقاومة والمواطنين للعلاج في الخارج.
كما حرصت الإمارات خلال عام واحد على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات التي تضررت من جراء المواجهات، وتعهدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بصيانة وتأهيل نحو 14 مؤسسة صحية منها خمس مستشفيات كبيرة وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة إجمالية بلغت 48 مليونا و500 ألف درهم.
ورصدت الهيئة أربعة ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى، إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى إلى جانب مبلغ خمسة ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل، واستقبلت مستشفيات الإمارات عدداً كبيراً من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج.
ويأتي الدور الإنساني في اليمن انطلاقاً من إيمان رسّخه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» في قلوب الإماراتيين، قولاً وفعلاً، بشأن ضرورة الاهتمام باليمن، في عسره ويسره، وهي الوصية التي يسير على نهجها أبناء الإمارات اليوم، وتترجمها قيادة الإمارات من خلال المساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية وإعادة تأهيل المستشفيات وعمليات إجلاء الجرحى للعلاج في الخارج، وإعادة بناء المقرات والمراكز الحكومية.
وفي 18 ديسمبر 2017 عقدت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان بمديرية خورمكسر في العاصمة عدن مؤتمراً صحفياً حول اتفاق الشراكة المبرم بين المنظمة وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، لتسليط الضوء على الدعم المقدم من الهلال الأحمر الإماراتي البالغ قيمته 12 مليون دولار لدعم مشروع الخدمات الصحية والطوارئ في 9 محافظات يمنية.
واستهدف الدعم السخي من الهلال الأحمر الإماراتي لبرامج منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان إلى دعم لوجستي وتجهيز غرف عمليات وأدوية كاملة وتدريب الكادر الصحي ودعمهم بحوافز، إضافة إلى تزويد المستشفيات بالوقود وتأهيل المستشفيات وتأسيس مراكز معالجة مضاعفات سوء التغذية، وذلك استجابة للوضع الطارئ في البلاد في 20 مستشفى تنوعت بين رئيسية ومستشفيات جراحية.
الإمارات أنقذت الوضع الصحي
وأشاد وزير الصحة الدكتور ناصر باعوم بالدور الكبير والبارز لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية في المحافظات المحررة وغير المحررة في كل القطاعات، لا سيما القطاع الصحي، كون ما يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي لفتة إنسانية تجاوزت إسهاماته مساحة المحافظات المحررة ليشمل عدداً من المحافظات غير المحررة نظراً لما تعانيه هذه المحافظات من تردٍ.
وأضاف: «لولا وقوف أشقائنا في دول التحالف وفي المقدمة دولة الإمارات المتمثلة بالهلال الأحمر الإماراتي، إضافة إلى غيرها من دول مجلس التعاون لما استطعنا الحفاظ على الوضع الصحي بعد أن كان على حافة الانهيار، إذ كان لهذا الوقوف أثر كبير». وقال: «دعم الهلال الإماراتي أنعش القطاع الصحي من خلال عودة المستشفيات للعمل وزيادة قدرتها على استيعاب المرضى، ورفع قدرات التنويم للمرضى فيها من 300 سرير إلى 1000 سرير في عدن فقط، والأمر ينطبق على بقية المحافظات التي شملتها جهود الهلال الإماراتي.
وأضاف «إن الأشقاء في الإمارات قبل أن يقدموا الدعم للقطاعات المختلفة بما فيها القطاع الصحي، كان رجالهم في مقدمة الصفوف لتحرير هذه المحافظات، وقدموا أرواحهم ودماءهم، وهو أغلى ما يملكه الإنسان، ومن يقدم ذلك لأشقائه لا يتوانى في تقديم غيره مهما كان غاليا».
وذكر أن الدعم الذي قدم لم يقتصر على المحافظات المحررة، بل وصل حتى المحافظات التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين والتي اختيرت بعناية بالغة كمحافظة الحديدة التي تعاني من انتشار أمراض كثيرة، إضافة إلى سوء التغذية.
وأكد باعوم أن قوافل أدوية تحركت إلى المناطق المحررة حديثاً وهي مدينة الخوخة ومنطقة بيحان، وذلك للمساهمة في تطبيع الحياة بهذه المحافظات، وحث باعوم كافة المستشفيات والقطاعات الصحية في المحافظات والمستفيدة من هذا الدعم أن تستخدم الدعم المقدم لها الاستخدام الأمثل.
وقال الوزير باعوم: «نأمل من منظمة الصحة العالمية أن تنتهي من البرنامج في الوقت المحدد له ووفق ما هو مخطط له، والدعم من الأشقاء في دولة الإمارات لم يقتصر على هذه المنحة ومن ضمنها التصدي للحالات الوبائية، سواء وباء الإسهامات المائية الحادة أو الكوليرا أو حمى الضنك، وقد استطعنا أن ندفع هذه الأمراض وبالذات الإسهالات المائية الحادة التي انحسرت وبقيت بعض الحالات في المناطق التي لا زالت تحت سيطرة الانقلابيين ونتمنى أن تنحسر».
واختتم قائلاً: «نحن نتعافى تدريجيا بفضل الدول الأشقاء، في مقدمتهم دولة الإمارات، والجهود المبذولة منهم، ولكن لا توجد لدينا أي خطط طوارئ مدنيا أو عسكريا لمواجهة الأوبئة كالإسهالات وغيرها بما فيها الدفتيريا، ولدينا توجه بأن كلما تحررت مديرية أن يتوجه لها الدعم الصحي أولاً».
المشاريع بالأرقام
المشروع المقدم من الهلال الأحمر الإماراتي يهدف إلى صيانة بعض أقسام المستشفيات المتضررة من الحرب في تسع محافظات، إلى جانب تأهيل المستشفيات المجهزة بغرف عمليات وغرف العناية المركزة، بالإضافة إلى الإمداد الدوائي لتمكين هذه المستشفيات من العمل والعودة في المحافظات التسع.
وشمل المشروع المدعوم من الهلال الأحمر الإماراتي التعاقد مع عدد من الطواقم الطبية يتراوح من 5 إلى 7 مختصين لمدة ستة أشهر في كل مستشفى، وذلك لاستمرارية العمل في غرف العمليات والعناية الخاصة في المستشفيات، إضافة إلى تزويد المستشفيات بالوقود اللازم لعملها حيث يلتزم المشروع بدعم كل مستشفى بـ 7500 إلى 15000 ألف لتر من الوقود.
شراكة مع منظمة الصحة
وشكر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في عدن حسين يونس دولة الإمارات على الدعم المستمر للقطاع الصحي، وقال إن منظمة الصحة العالمية عقدت اتفاق شراكة مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بمبلغ 12 مليون دولار لدعم القطاع الصحي في اليمن.
وأكد أن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في الحد من انتشار مرض الكوليرا والقضاء عليه في عدد من المحافظات، إضافة إلى القضاء على مرض الدفتيريا ولا سيما في محافظة الحديدة.
وأضاف أن هذه الشراكة بين منظمة الصحة العالمية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية، أثمرت عن تحسن كبير في القطاع الصحي في اليمن رغم الظروف الصعبة التي تعيشها.
وقال إنه جرى خلال الفترة الماضية استهداف 9 محافظات يمنية ودعم 20 مستشفى في عموم الجمهورية، وذلك بحزمة مشروعات متكاملة تشمل الدعم اللوجستي بتجهيز غرف عمليات وأدوية كاملة، وكذلك تدريب الكوادر الصحية ودعمها بالحوافز وتزويد المستشفيات بالوقود وترميمها وتأسيس مراكز معالجة مضاعفة استجابة للوضع الطارئ في البلاد.
وقال إنه خلال عام تم توزيع 20 سيارة إسعاف في المستشفيات المستهدفة على دفعتين، بالإضافة إلى ترميم بعض أقسام المستشفيات التي تضررت من الحرب في 9 محافظات.
وأضاف أن المشروع أيضاً يهدف إلى تجهيز المستشفيات بكافة أجهزة غرف العمليات والعناية، بالإضافة إلى الإمداد بالأدوية الشاملة والمهمة لعمل المستشفيات كمرجعيات في المحافظات المستهدفة.
وقال إن المشروع تعاقد مع 5 - 7 طواقم طبية في كل مستشفى ولمدة ستة أشهر، وذلك لضمان استمرارية العمل في الغرف المجهزة.
وأردف: «المشروع استهدف بناء وإعادة تأهيل 11 مركزاً لمعالجة مضاعفات سوء التغذية في المحافظات المستهدفة، إضافة إلى برنامج تدريبي تضمن 800 فرد من الكادر الصحي في التعامل مع الإصابات الجماعية والطوارئ التوليدية خلال 40 دورة تم تنفيذ 40% منها حتى الآن».
بدوره قال وكيل محافظة عدن محمد نصر شاذلي: «لا يسعنا إلا أن نشكر وزير الصحة ونائب وزير الإدارة المحلية كما نشكر باسم المحافظات المستفيدة منظمة الصحة العالمية لمساعدة بلدنا وبالذات في القطاع الصحي، ونيابة عن جميع المحافظات المستفيدة يسعدنا أن نوجه شكرنا الجزيل والعميق لدولة الإمارات العربية المتحدة الممثلة بالهلال الأحمر الإماراتي على هذا الدعم السخي الذي تقدمه لقطاع الصحة في المحافظات المحررة وغيرها، كما ذكر الوزير، كون ما يقدمه الهلال الإماراتي عمل إنساني بحت».
وأضاف شاذلي: «أن دور الهلال الأحمر الإماراتي لم يقتصر على القطاع الصحي، بل شمل جميع القطاعات الخدمية، وأن الدور الذي قدمه الهلال في القطاع الصحي سوف ينعكس بشكل كبير من خلال حجم المستفيدين من المستشفيات التي تم دعمها وترميمها وإمدادها بالدواء».