على درب أبو اليمامة نمضي

السبت 15 أغسطس 2020 19:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

لم يكن منير محمود اليافعي مجرد شهيد ممن ضحّوا بحياتهم فداءً لوطنه، لكنّ "أبو اليمامة" أصبح بمثابة أيقونة للجنوبيين الذين ودّعوا بطلًا همامًا أحبّ وطنه حبًا لا يضاهيه حب.

ونظرًا للقيمة الوطنية للشهيد أبو اليمامة، أبت القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي أن تمر سنوية استشهاده من دون فعالية تُخلّد اسمه بحروفٍ من نور، ستظل ناصعة في تاريخ الجنوب المنير.

الفعالية التي نظّمها المجلس الانتقالي في العاصمة عدن تؤكّد أنّ القيادة الجنوبية لا يمكن أن تنسى شهداءها، وأنّ من يضحي بحياته من أجل وطنه سيظل حيًّا بين بني وطنه، يرسم لوحةً عظيمة لحب الوطن والتضحية من أجله.

استشهاد "أبو اليمامة" قدّم دروسًا عظيمة في التضحية والوفاء من أجل الوطن وقضيته العادلة، ضمن قائمة من شهداء الجنوب الذين فضّلوا وطنهم على حياتهم.

القيمة البطولية الرفيعة لـ"أبو اليمامة" تجلّت في عدة أمور، بينها حجم الحزن الضخم الذي خيّم على الجنوبيين بعد استشهاد هذا البطل الهُمام، بالإضافة إلى الخِسة والشماتة التي أظهرتها المليشيات الإخوانية الإرهابية عبر كتائبها الإلكترونية الخبيثة في أعقاب استشهاد أبو اليمامة.

على درب "أبو اليمامة"، يسير الجنوبيون نحو تحقيق تطلعاتهم وأحلامهم عملًا على استعادة الدولة وفك الارتباط، وكلما زادت الإنجازات التي تحقّقها القيادة السياسية الجنوبية تتضاعف الاعتداءت التي يرتكبها أعداء الجنوب ضد شعبه.

الدماء الجنوبية التي تُسال من اعتداءات إخوانية جبانة يمكن القول إنّ تُزيد من صلابة الجنوبيين وتمسُّكهم بمطالبهم العادلة، كما تزيد من التلاحم الشعبي وراء القيادة الجنوبية، عملًا على تحقيق الحلم الأكبر "استعادة الدولة".

في الوقت نفسه، فإنّ هذا التماسك والتلاحم يضاعف من الخبث الإخواني ضد الجنوب ويرفع من وتيرة عداء المليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب وشعبه، عملًا على تفكيك هذا التلاحم الذي يمثّل متانة قوية لقضية الجنوب العادلة.