دراسة حديثة تحذر.. فيروس كورونا أصبح أشد فتكاً
كشفت دراسة حديثة أن السلالة المسيطرة حالياً من فيروس كورونا المستجد، قادرة على مضاعفة نسبة العدوى من ثلاث لست مرات أكثر من السلالة الأصلية. ً.
وفي ضوء ذلك أعادت بعض المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية إغلاق أبوابها مجدداً بسبب التفشي السريع لجائحة كورونا في صفوف طلابها وفي ذات السياق قالت جامعة نورث كارولينا، وهي واحدة من أكبر الجامعات التي كانت قد قررت عودة التعليم، إنها "ستتحول للتدريس عبر الإنترنت للطلاب الجامعيين بعدما أظهرت الاختبارات انتشاراً سريعاً للفيروس".
وبلغت نسبة الطلاب الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس 13.6 بالمئة، ارتفاعاً من 2.8 بالمئة في أول أسبوعين فقط من الدراسة.
وفي ولاية جورجيا، أغلقت مدرسة ثانوية ثالثة في مقاطعة شيروكي أبوابها، أمام الطلاب، حسبما أفادت المنطقة التعليمية بالمقاطعة.
وقالت المقاطعة في بيان يوم الأحد "كما قلنا منذ أن أعلنا إعادة الافتتاح، لن نتردد في عزل الطلاب وإغلاق الفصول الدراسية في محاولة لمواصلة تشغيل المدرسة بالحضور المباشر لأطول فترة ممكنة".
وأعلنت منطقة "بروكن بو" التعليمية في ولاية نبراسكا، السبت، أنها ألغت الفصول الدراسية بعد أن ثبتت إصابة ثلاثة موظفين ودخول 24 آخرين في الحجر الصحي.
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الإثنين إن عدد الوفيات بسبب الفيروس ارتفع بواقع 654 إلى 169350 حالة بينما بلغ مجمل الإصابات خمسة ملايين و382125 بزيادة 41893 حالة عن الإحصاء السابق.
ولا تعكس أرقام المراكز الأميركية بالضرورة البيانات التي تصدرها كل ولاية على حدة.
يأتي ذلك بينما ارتفع مجمل الوفيات بنسبة اثنين بالمئة إلى نحو 7400 شخص الأسبوع الماضي، بينما انخفضت الحالات الجديدة للأسبوع الرابع على التوالي، وفقاً لإحصاء "رويترز" لتقارير الولايات والمقاطعات.
وسجلت البلاد 360 ألف حالة إصابة جديدة بكورونا في الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس (آب)، في انخفاض عن الذروة الأسبوعية التي تجاوزت 468 ألفاً في منتصف يوليو تموز.
وسط هذه الأجواء، قال بول تامبيا، وهو استشاري كبير في جامعة سنغافورة الوطنية والرئيس المنتخب للجمعية الدولية للأمراض المعدية، إن فيروس كورونا المستجد شهد تحوراً يزداد شيوعاً في أوروبا وأميركا الشمالية وأجزاء من آسيا، وإن هذا التحور يجعله أكثر عدوى لكن أقل فتكاً.
وقال إن الدلائل تشير إلى أن انتشار طفرة (دي614جي) في أجزاء من العالم تزامن مع انخفاض معدلات الوفاة، ما يوحي أن هذا التحور أقل فتكاً، وأضاف لـ "رويترز" إن معظم الفيروسات تصبح في العادة أقل فتكاً لدى تحورها، ومضى قائلاً "من مصلحة الفيروس أن يُعدي المزيد من الناس لا أن يقتلهم، لأن الفيروس يعتمد على العائل في حصوله على الغذاء والمأوى".
من جانبها، أعلنت فرنسا عن تسجيل 493 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية الإثنين، في انخفاض حاد عن عدد الحالات الذي تجاوز 3000 لكل من اليومين السابقين.
ودائماً ما كانت أرقام الحالات الجديدة التي تُنشر أيام الاثنين أقل باستمرار من أرقام مطلع الأسبوع منذ بداية تفشي المرض، إذ يتم إجراء عدد أقل من فحوص فيروس كورونا أيام الأحد، لذلك لا يشير الانخفاض في الإصابات بالضرورة إلى تغير في الاتجاه.
وبلغ متوسط الإصابات الجديدة لسبعة أيام، والذي يسهّل الإبلاغ عن المخالفات، 2322 فوق عتبة 2000 لليوم الرابع على التوالي- وهو تسلسل لم يُسجل منذ 20 أبريل (نيسان)، عندما كانت فرنسا في خضم واحد من أكثر إجراءات العزل العام صرامة في أوروبا بهدف احتواء انتشار الفيروس.
وبلغ مجمل الإصابات في فرنسا 219029 حالة. ومع تزايد الإصابات من جديد، تسعى السلطات الفرنسية جاهدة لتجنب إغلاق ثان مدمر اقتصادياً.
ومن المقرر أن تقترح الحكومة اليوم الثلاثاء فرض وضع الكمامات في أماكن العمل الداخلية المشتركة بينما أعلنت باريس ومرسيليا، أكبر مدينتين في فرنسا، عن توسيع المناطق التي يكون فيها وضع الكمامات إلزامياً وذلك بعد زيادة معدل الإصابة فيهما مجدداً.
ومنذ بداية أغسطس (آب)، ارتفع عدد الإصابات الجديدة بواقع 1830 على أساس يومي، وهو رقم أعلى مرتين ونصف من متوسط يوليو (تموز)، وأيضاً أعلى من 1678 في مارس (آذار)، عندما كان انتشار الفيروس يتسارع. وارتفع عدد الوفيات بواقع 19 الإثنين إلى 30429، بعد زيادة أربع حالات في مطلع الأسبوع.
في الصين، قالت اللجنة الوطنية للصحة اليوم الثلاثاء، إنها سجلت 22 إصابة جديدة في البر الرئيسي في 17 أغسطس وهو نفس عدد إصابات اليوم السابق.
وذكرت اللجنة في بيان أن كل الإصابات الجديدة وافدة من الخارج. ولليوم الثاني على التوالي لم يتم تسجيل أي حالات إصابة محلية. ولم يتم تسجيل حالات وفاة جديدة أيضاً.
وسجلت الصين أيضاً 17 حالة حاملة للفيروس دون ظهور أعراض مقابل 37 حالة في اليوم السابق. وبلغ العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة في بر الصين الرئيسي 84871 بينما ظل عدد الوفيات عند 4634 دون تغيير.
سجلت روسيا 4748 إصابة جديدة ليصل الإجمالي إلى 932493 حالة وهو رابع أكبر عدد للإصابات على مستوى العالم.
وقال مركز إدارة أزمة فيروس كورونا إن البلاد سجلت 132 حالة وفاة في الساعات الـ 24 الماضية ليصل إجمالي عدد الوفيات إلى 15872.
إلى ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين قوله إن الفحوص أثبتت إصابة وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بوباء كورونا.
وقالت وزارة الصحة بالبرازيل إنها سجلت 19373 إصابة جديدة و684 وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية. ووصل إجمالي عدد المصابين بالفيروس في البلاد إلى ثلاثة ملايين و359570 إصابة مؤكدة بينما بلغ إجمالي الوفيات 108536.
وتظاهر آلاف الأرجنتينيين في بوينوس أيرس ومدن أخرى الإثنين احتجاجاً على إجراءات الحجر التي تفرضها الحكومة لمواجهة كورونا في وقت تشهد البلاد ارتفاعاً حاداً في أعداد الإصابات.
ونظم التجمع في بوينوس أيرس استجابة لدعوة أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدعم من المعارضين للرئيس ألبرتو فرنانديز بعد إعلان الحكومة الجمعة الماضي تمديد إجراءات الحجر.
وقد اختلطت الشعارات المناهضة لإجراءات الحجر بأخرى معارضة لإصلاح قضائي أطلقته السلطات. ويطالب المتظاهرون بتدابير لمواجهة انعدام الأمن والفساد.
واتهم المتظاهر غوستافو ألفاريز الحكومة بأنها تستغل إجراءات الحجر من أجل فرض سيطرتها على السكان. وقال لوكالة فرانس برس "يريدون السيطرة علينا من خلال المرض والحجْر. يجب على الناس أن يثوروا".
وهتف المتظاهرون الذين وضعوا أقنعة لكنهم لم يبقوا على مسافة بين بعضهم "حرية، حرية". والتجمع في بوينوس أيرس ليس الأول من نوعه لكنه الأضخم من الناحية العددية. كما نُظمت احتجاجات مماثلة في مدن رئيسية في الأرجنتين.
إلى الفليبين حيث أفادت وزارة الصحة بأنها سجلت 4836 إصابة جديدة وسبع وفيات جديدة، وهذا هو سابع يوم على التوالي تسجل فيه البلاد أكثر من ثلاثة آلاف إصابة في اليوم.
وذكرت الوزارة في نشرة أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة ارتفع إلى 169213 وقفز عدد الوفيات إلى 2687.
في إندونيسيا، أفادت بيانات وزارة الصحة بأن البلاد سجلت 1673 إصابة جديدة ليصل الإجمالي إلى 143043 حالة، وسجلت البيانات 70 وفاة جديدة ليصل الإجمالي إلى 6277 حالة.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر تسجيل 115 حالة إصابة جديدة و13 حالة وفاة مقابل 139 إصابة و19 وفاة أمس.
وقال خالد مجاهد المتحدث باسم الوزارة "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا حتى الإثنين هو 96590 حالة من ضمنهم 60651 حالة تم شفاؤها و5173 حالة وفاة".
مع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في ليبيا، يحذر مسعفون ومسؤولون يعملون في نظام صحي متداع جراء انقسامات وحرب تشهدها البلاد منذ سنوات من أن الجائحة يمكن أن تخرج عن سيطرتهم.
ويقيّد الصراع أيضاً التنقل داخل ليبيا، وظلّت حالات الإصابة المؤكدة منخفضة خلال الأشهر الأولى من تفشي الوباء. والآن، تتزايد الإصابات بعدة مئات في اليوم الواحد لتصل في المجمل إلى ما يقارب 8200 شخص، بما في ذلك أكثر من 150 وفاة.
ويطالب قادة المحليات والأطباء الحكومة بإعداد خطة إنقاذ طارئة للتعامل مع التفشي وبإلزام الناس بوضع الكمامات. وتضم بؤر التفشي العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة الساحلية في الغرب، إضافة إلى سبها، المدينة الرئيسية في جنوب البلاد.
وتقول الطواقم الطبية إن الفيروس ينتشر لأن المواطنين مستمرون في حضور التجمعات الكبيرة بما في ذلك حفلات الزفاف، ومناسبات العزاء ولا يلتزمون بالتباعد الاجتماعي.
وقال أحمد الحاسي، المتحدث باسم اللجنة الطبية الحكومية المسؤولة عن مكافحة الفيروس في شرق ليبيا، إن العامة بحاجة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، وإلا فإن الكوادر الطبية التي تعاني من نقص الموارد ستكون "غير قادرة على تغطية" الاحتياجات.
وأضاف الحاسي أن ثمة حاجة لأن يعرف الناس "أن الفيروس حقيقي، لأن حالات الوفاة حقيقية والإصابات حقيقية".
تضاعف نسبة العدوى من ثلاث لست مرات
وكان باحثون من مركز لوس ألاموس الوطنى في ولاية نيو مكسيكو ومن جامعة دوك في ولاية شمال كارولينا الأمريكية قد اشتركوا مع باحثين في التسلسل الوراثي لفيروس كورونا المستجد من جامعة شيفيلد البريطانية في إعداد هذه الدراسة.
وتوصل الباحثون إلى أن النسخة المتحورة من الفيروس المسماة بD614G مرت بتغيير بسيط لكنه مهم طال البروتينات المتواجدة على غشاء الفيروس وهو ما سهل عملية دخول الفيروس إلى الخلية البشرية وانتشاره في الجسم.
بالإضافة إلى ذلك أثبتت تجارب مخبرية أن السلالة الجديدة قادرة على مضاعفة نسبة العدوى في البشر من ثلاث لست مرات عن السلالة الأصلية.