حشود المماحكات (2)
د. عيدروس النقيب
لا أرغب في الخوض في قصة المكونات الجنوبية وفضفاضية مسمى "الحراك الجنوبي" ، التي صارت تتسع لكل ذي قيمة ومن لا قيمة له، لكنني أشير إلى أن المكون الذي نظم فعالية الأمس في شبوة لا هو معارضة ولا هو سلطة، ولا هو جنوبي ولا هو شمالي.
هذا المكون يرأسه ملياردير ورجل اعمال يشغل مهمة نائب مدير مكتب رئيس الجمهورية ولديه في القيادة عدد من الوزراء والمستشارين وعدد من النواب والمسؤولين الحكوميين الكبار المؤيدين للشرعية أو العاملين عليها.
هو اسمه جنوبي لكنه يطالب ببقاء الجنوب تحت هيمنة غزاة ١٩٩٤م.
الذين خرجوا في مسيرة الأمس لم يرفعوا مطالب تتعلق بحياة أبناء شبوة، فلم يطالبوا بتوفير الكهرباء مع إن معظم مناطق شبوة محرومة من الكهرباء، ولم يطالبوا بتعبيد الطرق المكسرة او توفير مياه شرب نقية أو محاربة الجماعات الإرهابية أو علاج الأمراض والأوبئة، بل ولم يطالبوا يتوفير مرتبات الموظفين الحكوميين المديين والعسكريين المنقطعة منذ أشهر وبعضهم (كالمتقاعدين) منذ سنوات، مع إن كل هذه المطالب عادلة ومشروعة.
قال لي أحد الزملاء: وكيف تريد من منظمي هذه المسيرة أن يرفعوا هذه المطالب وهم المعنيين بتلبيتها، ولا يرغبون في تلبيتها.
الذين دعوا إلى هذه الفعالية، رفعوا مطلبين رئيسيين
الأول: رفض احتكار تمثيل الجنوب من قبل المجلس الانتقالي.
والثاني: حشد القوات باتجاه الجبهات لمواجهة الانقلاب الحوثي.
لكنهم نسوا أنهم ظلوا وما يزالون يحتكرون تمثيل الجنوب منذ ١٩٩٤م، وهم اليوم وفي مواقعهم الحالية، لم يكونوا ليحتلوها لولا إنهم محسوبون على الجتوب، وبالنسبة للمجلس الانتقالي فمنذ اليوم الأول لتأسيسه كان قد أعلن انفتاحه على كل ألوان الطيف السياسي الجنوبي، فمن يشاطره الموقف والرؤية فهو شريك ومن اختار خياراً آخر فليختر الموقع الذي يروق له، وبالنسبة لهؤلاء قد أخذوا أكثر مما يستحقون من التمثيل.
أما المطلب الثاني فهم يعلمون من هو الذي ترك مواقعه ومعسكراته ومدنه ومحافظاته للحوثيين وجاء ليحارب في شقرة والطرية ونصاب وجردان، ومن الذي يواجه الحوثيين في جبهات ثرة وكرش والمسيمير َالضالع والصبيحة ولم يسمح لهم بالتقدم شبرا واحدا باتجاه الجنوب.
إذن راجعوا مطالبكم يا سادة لأنكم تطالبون بمطالب يفترض أن سواكم هو من يطالبكم بها وأنتم تتنصلون منها.
أطرف ما في مسيرة الأمس في شبوة كان كثرة الصور وغياب اليافطات إلى درجة أن بعض المشاركين كان يحمل اربع صور لأربعة شخوص مختلفين دون أن يعلم أيهم رئيس الجمهورية، أو ظناً منه أن البلد فيها أربعة رؤساء.
ولله في خلقه شؤون!!!