تطورات الجبهة.. اتفاق الرياض بين الخرق الإخواني والالتزام الجنوبي
تواصل المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية محاولاتها الخبيثة من أجل إفشال اتفاق الرياض، وذلك من خلال سلسلة لا تتوقّف من الاعتداءات والخروقات التي ترتكبها في جبهة أبين.
المليشيات الإخوانية دفعت خلال الساعات الماضية، بسلاح مدفعيتها ودباباتها لقصف مواقع القوات المسلحة الجنوبية في محور أبين، كما استهدفت تمركزات وتحصينات القوات الجنوبية في القطاعين الأوسط والأيمن، بقذائف متنوعة، في هجوم متواصل حتى الآن.
في المقابل، كشفت مصادر عسكرية عن التزام القوات المسلحة الجنوبية بتطبيق أقصى درجات ضبط النفس، مع احتفاظها بحق الرد المشروع دفاعًا عن النفس.
إقدام المليشيات الإخوانية على التصعيد العسكري في جبهة أبين أمرٌ مستمرٌ على مدار الأشهر الماضية، وذلك منذ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، وكذا منذ الإعلان عن الآلية التسريعية التي تمّ التوصّل إليها قبل أسابيع.
وأصبح واضحًا أمام الجميع الأسباب التي تدفع المليشيات الإخوانية لإفشال اتفاق الرياض، فهذا الفصيل الإرهابي يتخوف على نفوذه التي يستأصلها الاتفاق بشكل كامل مع تشكيل الحكومة وإعادة ضبط التموضع العسكري، كما أنّ التيار الإخواني المهيمن على الشرعية يمثّل ورقة في قبضة المشروع القطري التركي الذي يستهدف إفشال جهود التحالف العربي.
ولاتفاق الرياض أهمية قصوى تتمثّل في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الموالية لإيران، بعدما أقدم حزب الإصلاح عبر مليشياته الإرهابية على تحريف هذه البوصلة عبر علاقاته الخبيثة مع الحوثيين والتي قامت على تسليم مواقع استراتيجية للمليشيات وتجميد جبهات حيوية.
الخروقات الإخوانية المتواصلة تقابل بالكثير من ضبط النفس من قِبل القوات المسلحة الجنوبية التي تحرص على إفساح المجال أمام إنجاح مسار الاتفاق؛ إدراكًا من القيادة السياسية الممثلة في المجلس الانتقالي لأهمية الاتفاق على الصعيد الاستراتيجي، لا سيّما فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، وهي مواجهة ينخرط فيها الجنوب إلى جانب التحالف العربي.
لكن، مع الالتزام الجنوبي الكامل بمسار الاتفاق، فإنّ الجنوب يملك حقًا أصيلًا للدفاع عن نفسه وأراضيه من الاعتداءات الإخوانية، وقد وضع الجنوب خطوطًا حمراء من غير المسموح تجاوزها، وذلك دفاعًا عن أمنه واستقراره من منطلق حق الدفاع عن النفس.
وفي مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أكّد رئيس عمليات اللواء الثامن صاعقة في محافظة أبين العقيد أحمد بن دحه المحوري أنّ القوات المسلحة الجنوبية لازالت في مواقعها ملتزمة باتفاق التهدئة المعلن رغم أنّ الطرف الآخر غير ملتزم بالاتفاق محاولًا استفزازها.
وأضاف المحوري: "لدينا أوامر بضبط النفس واحترام الاتفاقيات وفي نفس الوقت قواتنا مستعدة للتصدي لأي هجوم مباغت وكسر أي محاولة للتقدم صوب مواقعنا فنحن صحيح نحترم اتفاق التهدئة لكننا لازلنا محتفظين بحق الدفاع عن النفس".
ويمكن القول إنّ تصريحات المحوري رسمت إطارًا للسياسة الجنوبية في التعامل مع المشهد السياسي والعسكري برمته، فالجنوب يبدي التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض عملًا على إفساح المجال أمام إنجاح هذا المسار، إلا أنّه في الوقت نفسه فإنّ الجنوب يملك حقًا أصيلًا في الدفاع عن نفسه وصد الاعتداءات الخبيثة التي تُحاك ضد الوطن.