الدراجات النارية وسيلة الاغتيالات الفضلى ومصدر رزق لعديد الأسر تقرير خاص
اصطفاف عدد من الدراجات النارية بالقرب من اسواق القات بعدن بانتظار الركاب لم يعد مشهدا غريبا , فهذه الدراجات باتت وسيلة تنقّل رائجة خاصة في المناطق الشعبيّة البعيدة من مراكز أسواق المدن كأحياء "الممدارة " في الشيخ عثمان والشيخ أسحاق في المعلا والشولة في مديرية التواهي والخساف في كريتر ناهيك عن أحياء دار سعد والبساتين المترامية الأطراف .
غالبا ما يتم الاتفاق السريع بين سائق الدراجة والراكب بشأن أجرة " المشوار " فأجرة الدراجة مقارنة بسيارة التاكسي زهيدة جداً؛ خط هذه الدراجات يختلف بطبيعة الحال عن الطريق الذي تسلكه سيارات الأجرة فالدراجة أسرع وأقل تكلفة ويمكنها الدخول الى الأحياء الضيّقة والمرور في الشوارع شديدة الازدحام فهي توفّر المال والوقت بحسب حزام سالم " زبون " يقول حزام " اركب سيكل اوصل البيت سريع خاصة في وقت الظهيرة وحر عدن اللاهب كما أن أجرتها اقل مقارنة بأجرة التاكسي "
غير مرحب بها :
الباحثة القانونية " كفا أحمد " قالت " للمشهد العربي " تعدد مزايا إضافية للدراجة بقولها " الدراجة أيضا تستهلك كمية بنزين أقل وهي وسيلة فاعلة لجلب الأغراض الصغيرة والمشاوير الخفيفة " مستدركة " مع ذلك فعدن لا يمكن ان تتحوّل الى صورة أخرى لمدن مشابهة باتت الدراجات النارية فيها أكثر من عدد البشر " تفنّد كفا " لأن عدن بخصوصيتها كمدينة أحياؤها متقاربة خاصة عدن القديمة فالدراجات فيها تشكل خطرا على حياة الأطفال بالإضافة الى أن من يقودها غالبا هم أطفال وشبان متهورون يقودونها بسرعة جنونية ويخالفون فيها أبسط قواعد المرور ما تسبب في عدد كثير من الحوادث بحصب إحصائية نشرها مؤخرا أمن عدن ؛ فقبل شهر تقريبا " لقي ثلاثة شبان مصرعهم طحناً تحت عجلات قاطرة نقل كبيرة سوّت أجسادهم بالأسفلت حيث كان الشبان على متن دراجة نارية وصوت المسجّل العالي لم يسمح لهم بسماع صوت حافلة النقل الكبيرة وهي تقطع الطريق السريع شمال دار سعد .
تتابع كفا " هذه ليست الحادثة الوحيدة خلال أقل من شهر في عدن فقد قتل اربعيني أيضا قبل اسبوعين في حي خور مكسر صدمته دراجة نارية بينما كان خارجا من باب المسجد في احد الأحياء الشعبية .
شلال يدور :
شاعت "عبارة شلال يدور " في عدن بعد تلاشي حوادث الاغتيالات التي كان المسلحون يستخدمون الدراجات النارية لتنفيذها مقارنة بعددها قبل تولي اللواء شلال علي شائع مهام تأمين المدينة كمدير لأمن عدن " تدليل من غمدان أحمد على نجاح مدير أمن عدن في كبح جماح الجماعات الإرهابية التي كانت تستخدم الدراجات النارية في غالب عمليات التفجير والاغتيالات .
وشهدت السنوات القليلة الماضية زيادة لافتة في أعداد الدراجات النارية في شوارع عدن حيث أصبحت الدراجات النارية وسيلة لكسب العيش لكثير من الشبان العاطلين عن العمل .
تفوق أعداد الدراجات النارية عدد السيارات في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وهي الوسيلة الأولى للتنقل بين القرى ومركز وسوق المدينة ف" الفرزة " الخاصة بالدراجات أكبر بكثير من فرزة السيارات .
ووفرت مهنة نقل الركاب بالدراجات النارية " فرص عمل للمئات من العاطلين في الحوطة " شعفل سميطي " أحد هؤلاء الشبان والذي احتج على قرار منع حركة الدراجات النارية وقال " لو في أمن " يقط المسمار " ما حد با يقدر ينفذ عمليات ارهابية سواء كان يقود سيارة أو " سيكل " يستطرد " انا شاقي على اسرتي من هذه المهنة " وين تبوني أروح ؟ اشل سلاحي و" اتبلطج " على عباد الله يوضح " بالتأكيد لكل مهنة مساوى لكن المعالجة لا تكون بقطع ارزاق الناس انا مع ترقيم الدراجات وحصرها ومنح " لياسن " رخص سوق لسائقي الدراجات يعني معالجة مشكلة لا يكون أبدا بافتعال مشكلات أكبر منها " .
أرقام :
مصادر أمنية يمنية قدرت وجود أكثر من مليون دراجة نارية تستخدم كوسائل مواصلات أجرة أو خاصة في مختلف المدن والمديريات، وهو ما يشكل 10 أضعاف ما كان عليه الحال في العام 2010.
وفي مقابل تلك المزايا الايجابية، برزت الكثير من الإشكاليات والمخاطر جراء تزايد أعداد تلك النوعية من وسائل المواصلات والنقل، خصوصاً في شوارع المدن الرئيسية.
فخلال الفترة بين يناير 2012 وحتى ديسمبر2016، ارتبطت الدراجات النارية التي يستقلها مسلحون ملثمون بتنفيذ أكثر من 200 عملية اغتيال طالت شخصيات سياسية وأمنية وعسكرية في عموم مدن اليمن .
ووفقا لآخر الإحصائيات المرورية، فإن ما يزيد على 200 شخص يلقون مصرعهم سنوياً، إضافة إلى أكثر من 1000 مصاب نتيجة تعرضهم لصدمات ارتكبها سائقو الدراجات النارية.
" خاص بالمشهد العربي "