مظاهرات الشرعية.. دعوة مفتوحة لإراقة الدماء

الجمعة 21 أغسطس 2020 19:01:00
testus -US

رأي المشهد العربي

تتجاوز دعوات الشرعية المتتالية للتظاهر في الجنوب مسألة رفض اتفاق الرياض ومحاولة إفشاله، لأن دعواتها تحمل تحريضًا علنيًا على الاقتتال الأهلي ويعد هدفها الأساسي وقوع اشتباكات بين مرتزقة تمدهم بالمال، وأبناء الجنوب الرافضين لتلك المظاهرات التي لا تعبر عن جوهر الرأي العام الجنوبي الرافض لإرهاب الشرعية.

تختبئ الشرعية خلف "الائتلاف المشبوه"، الذي دشنته بالجنوب بالتحالف مع مليشيات الإخوان ويقوده المدعو أحمد العيسي، وبذلك فإنها تظهر كأنها ليست الداعية للمظاهرات من الأساس في حين أن الجميع يعلم علاقة الائتلاف المشبوه مع تنظيمات ومليشيات إرهابية تحاول أن تجد لنفسها موطئ قدم بالجنوب، وتشهر سلاح المال كأداة سهلة من الممكن أن تحقق انتصارًا معنويًا على الأرض.

تكمن خطورة تلك المظاهرات في أنها تجعل الشارع في حالة استنفار دائم، وبالتالي فإنه من الوارد أن تندلع اشتباكات بين مؤيدين ورافضين لتلك المظاهرات، ما يؤدي في النهاية لتحويل المحافظات الجنوبية إلى بحور من الدماء وخلق حالة من الفوضى تسهّل مهمة الأطراف الإقليمية الساعية لاختراق الجنوب، وتشتت جهود المجلس الانتقالي الذي يولي اهتمامًا بالغًا بإنجاح الآلية السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض.

تبحث الشرعية عن بيئة خصبة تمكنها من التمدد والانتشار بالمحافظات الجنوبية، غير أنها تصطدم بقوة جنوبية صلبة تمنعها من ذلك وبالتالي فإنها سلكت طريقا آخر عبر خلخلة الوضع الأمني في عدد من المحافظات والمديريات التي دعت فيها إلى التظاهر، لأنها تدرك أن وجود أعداد كبيرة من المرتزقة الممولين في الشارع يخلق أوضاعًا أمنية غير مستقرة، وهو أمر يساعدها على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين.

تعاقب الشرعية أبناء الجنوب الرافضين لاحتلال مليشياتها الإرهابية، لأن مظاهراتها تخلق أوضاعًا أمنية غير مستقرة تؤثر سلبًا وبشكل مباشر على الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالأساس، كما أن حالة السيولة الأمنية التي تحاول تثبيتها تفرز إهمالًا في الخدمات الحكومية والعامة وبالتالي سيتراجع الاهتمام بحل مشكلات المياه والكهرباء أمام التهديدات الأمنية المتصاعدة.

تدرك الشرعية أن قدراتها الشعبية والعسكرية محدودة للغاية في الجنوب، وبالتالي فإنها تستعين بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين من أجل المساعدة في خلق حالة من الفوضى بالجنوب تكون نتيجتها إراقة الدماء، وبالتالي فهي أكثر رغبة في تقوية هذه التنظيمات ومحاولة توسيع رقعة تواجدها بالمحافظات الجنوبية بحيث تتوارى خلفها وتتركها في المقدمة بمواجهة أبناء الجنوب الذين حرروا محافظاتهم من هذه التنظيمات خلال السنوات الماضية.

بالإضافة إلى كل هذه المحاولات فإن الشرعية لم توقف عملية استهدافها القوات المسلحة الجنوبية في جبهة أبين على مدار الأسبوع الماضي، ما يبرهن على أنها تقوم بفتح جبهات متعددة في الجنوب وهي سياسة معتادة بالنسبة إليها، وفشلت فيها مرات عديدة، غير أن ذلك لا ينفي ضرورة أن تكون هناك مواجهة حاسمة من التحالف العربي لعدم انفراط عقد اتفاق الرياض ووقف محاولات الشرعية المتكررة لتجاوزه.