لماذا لا ترغم الأمم المتحدة الحوثي على تفتيش صافر؟
تستخدم الأمم المتحدة لغة ناعمة مع المليشيات الحوثية التي تهدد ملايين الأبرياء جراء رفض وصول البعثات الأممية إلى خزان صافر الموجود على سواحل محافظة الحديدة منذ خمس سنوات تقريبا، في حين أن المجتمع الدولي بأسره كان أمام كارثة وقعت في لبنان قبل شهر تقريبا جراء المواد المخزنة في مرفأ بيروت والتي يتورط حزب الله بالتسبب فيها، الأمر الذي يثير عشرات التساؤلات حول أسباب الصمت الأممي على الجريمة الحوثية.
تسببت الأمم المتحدة في إطالة أمد الصراع باليمن بعد أن أفسحت المجال أمام المليشيات الحوثية للتهرب من الاتفاقيات الموقعة والتي استهدفت وقف إطلاق النار، كما أنها لم تمارس ضغوطا قوية على المليشيات لوقف عملياتها الإرهابية التي تطال المدنيين ليل ونهار وتسببت في كوارث صحية واجتماعية وإنسانية تعد الأسوأ في العالم.
يرى مراقبون أن جزءا من موقف الأمم المتحدة يرجع إلى الشخصيات التي تولت منصب المبعوث الأممي في اليمن والذين لم يكونوا لديهم من الخبرات والمهارات السياسية لتحجيم المليشيات الحوثية والحد من جرائمها، بالإضافة إلى عدم وجود إرادة دولية فاعلة لمواجهة جرائم أذرع إيران بالمنطقة وطفت الخلافات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي على السطح ما أثر سلبا على القرارات الأممية الخاصة بمجابهة أخطار المليشيات الحوثية.
إلى جانب أن الشرعية في المقابل لم تساعد في الضغط على الأمم المتحدة من أجل وقف العمليات الإجرامية للمليشيات الحوثية بعد أن تحالفت معها وسلمت لها الجبهات ما أعطى انطباعا بأنه لم يعد هناك رغبة بالأساس لمواجهة الإرهاب الحوثي، وبدت الأمم المتحدة تسير على نفس الخط الذي سارت عليه الشرعية إذ توجه انتقاداتها للحوثي في العلن من دون أن ينعكس ذلك في شكل قرارات تحد من الإجرام الحوثي.
ومن جانبه أكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، اليوم الأحد، حرص المنظمات الأممية على إزالة أي عقبات تمنع الوصول إلى خزان "صافر" وصيانته، وشدد على أنه يجرى العمل من خلال منظمات الأمم المتحدة المتخصصة؛ لتفادي الأخطار التي يشكلها الوضع الحالي.
يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، اعتداءاتها اليومية على المدنيين في الحديدة، وخروقاتها للهدنة الأُممية، ورصدت القوات المشتركة، أمس السبت، 54 خرقا ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية، في مختلف مناطق محافظة الحديدة.
شنت المليشيا الإجرامية، هجماتها على المدنيين العزل، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة منها قذائف الهاون، وقذائف آر بي جي وسلاح ثقيل، وأسلحة متوسطة ، كما شملت الأعمال العدائية، بحسب مصدر عملياتي في القوات المشتركة، هجمات بالمدفعية وسلاح القناصة والأسلحة الرشاشة المتوسطة.
وامتدت الاعتداءات إلى القرى السكنية في بلدتَي الجبلية والفازة ومركز مدينة التُّحيتا، ومديريتَي حَيْس والدُّريهمي وبلدة الجاح ومدينة الحديدة.
كما جددت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، اليوم الأحد، قصف القرى السكنية ومزارع المواطنين، في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة.
وأطلقت المليشيات، قذائف مدفعية الهاون الثقيل وقذائف RBG، على المنازل والمزارع، وفتحت عناصر الحوثي، نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة على المنازل، ما أثار حالة من الرعب في أوساط الأهالي.
هاجمت مدفعية مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، اليوم الأحد، قُرى مديرية الدُّريهمي، في جنوب محافظة الحديدة، وكشفت مصادر محلية عن إطلاق عناصر المليشيات الإرهابية، قذائف مدفعية الهاون الثقيل على قرية الجريبة شمال المديرية، مؤكدة أنها واصلت عدوانها على المزارع بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.