هبوط متسارع للريال مقابل ارتفاع معدل العجز الحكومي لمواجهة الأزمات تقرير
يوما عن يوم تزداد الاوضاع الاقتصادية في العاصمة عدن وبقية المدن والمناطق المحررة في تدهورها المريع في ظل صمت حكومي مطبق لا يكاد يحرك ساكنا لإنقاذ العباد والبلاد مما يحدث لهم.
ولم تفلح الوديعة السعودية التي قدمتها المملكة لمنع تدهور العملة بعد أن تجاوزت قيمة الريال حاجز ال480مقابل الدولار الواحد اذ سرعان ما عاود الريال انتكاسته بعد تحسن شكلي اعقب الاعلان عن تلك الوديعة.
وحسب صيارفة تحدثوا "للمشهد العربي "فقد وصل اليوم سعر الريال مقابل الدولار الى ٤٨٨ ريال مجددا في انحسار مستمر ومخيف للعملة اليمنية دون أي تدخلات حكومية للمعالجة.
وعلى ذات الصعيد تستمر ازمة المشتقات النفطية في تصاعدها حيث ذكر مواطنون "للمشهد العربي" أن تلك المواد عاودت هي الأخرة اختفائها من محطات الوقود وتواجدها في "السوق السوداء "وبأسعار مضاعفة وخيالية.
ولفت المواطنون الى استمرار تدهور الخدمات الاخرى مثل الكهرباء والمياه والاتصالات ناهيك عن انقطاع المرتبات الامر الذي فاقم من معاناتهم الى حدا لا يحتمل مزيدا من السكوت بعد نفاد صبرهم".
وكانت العاصمة عدن قد شهدت خلال الفترة القليلة الماضية تصعيدا شعبيا كبيرا ضد حكومة بن دغر بتهمة الفساد وعدم قدرتها على تقديم الحلول الشافية لوقف الانفلات الاقتصادي والخدماتي الذي طال مختلف المجالات وزاد من أعباء المعيشة اليومية للمواطنين،قبل ان يتطور الامر الى مواجهات مسلحة بعد اعتداء قوات الحماية الرئاسية على متظاهرين نهاية يناير المضي كانوا في طريقهم الى مدينة خور مكسر للمشاركة تظاهرة سلمية دعت اليها قوى المقاومة الجنوبية وهو مادفع بقوات المقاومة الجنوبية الى التدخل لحمايتهم.
وكادت تلك المواجهات أن تقتلع فساد الحكومة الى الأبد لولا تدخل التحالف العربي لتهدئة الأوضاع ومنح الفرصة لتدارس أسباب الغليان الشعبي وامكانية تنفيذ مطالبه بإقالة الحكومة وتحسين الاوضاع الخدمية والمعيشية للأهالي.
ويرى مراقبون للشأن اليمني أن الحكومة استغلت تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات المتحدة لإنقاذها بمواصلة سياساتها التجويعية وتعطيل الخدمات في اجراءات وصفت بأنها تتعمد افشال جهود التحالف وتمثل تحديا وبشكل صارخ للإرادة الشعبية،
ويشير المراقبون الى أن الحكومة لا يهمها في الوقت الراهن أي اصلاح للأوضاع الاقتصادية المزرية بقدر ما تتخذ منها فرصة للمكايدات السياسية سعيا لارباك المشهد وزعزعة استقرار المناطق المحررة حتى يتسنى لاعضائها الترزق على حساب أوجاع الناس والآمهم وتحقيق المكسب المالي مما تقدمه المنظمات والجهات المانحة وبالذات دول التحالف العربي من مساعدات مادية وعينية.
وحذر محللون من أن استمرار الوضع والتدهور الخدماتي المريع ينذر بانتفاضة شعبية وشيكة لن تتوقف هذه المرة الا باستئصال الفساد المتجذر في أروقة ودهاليز الحكومة الفاشلة ،مؤكدين في ذات السياق أن صبر الناس قد نفد وليس باستطاعتهم تحمل اكثر مما تحملوه، ومخاطبين الحكومة بأن عليها التأهب لاستقبال ثورة الغضب الشعبية القادمة.
خاص " للمشهد العربي "