تقدم الحوثيين في نهم يعمّق جراح الإصلاح
تمكن المتمردون الحوثيون اليوم الجمعة من التقدم على جبهة نهم صنعاء والسيطرة على مواقع وتلال استراتيجية كانت قد سقطت قبل أشهر بيد الجيش الموالي للشرعيّة .
وبحسب مصادر عسكريّة فإن مواجهات عنيفة في جبهة نهم بمحافظة صنعاء دارت بين الجانبين استمرت لأكثر من 48ساعة انتهت بتقهقر وحدات الجيش الموالي للشرعية والمؤلف من عدد كبير من انصار الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني الحليف الأبرز لحزب تجمع الإصلاح .
و أفادت مصادر عسكرية أن المعارك التي اسُتخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة زادت حدتها فجر أمس الجمعة، و استمرت على ذات الوتيرة حتى الظهيرة.
و أكدت المصادر أن عمليات التفاف نفذها مسلحون تابعون للمتمردين الحوثيين المسنودين من إيران ، تمكنوا خلالها من السيطرة على عدد المواقع التي كانت قد سقطت بيد قوات الحكومة الشرعيّة نهاية العام الماضي بينها تبة عياش، ومنطقة منصاع و مواقع أخرى في منطقة عيدة الشرقية و الغربية.
خلط الأوراق :
و كانت قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا قد تمكنت نهاية ديسمبر/كانون أول 2017، من التقدم في منطقة عيدة و عياش و المنصاع و اقتربت من تبة القناصين الاستراتيجية
ويرى مراقبون للشأن اليمني أن تزامن توتر علاقة تجمع الإصلاح بالتحالف العربي عقب أحداث عدن وتقهقر القوات المحسوبة عليه في جبهة نهم من شأنها أن تعمّق جراح الحزب الراديكالي ذات التوجهات الإسلامية .
فيما يقرأ آخرون تراجع القوات الحكومية في نهم من زاوية مغايرة تمام باعتبارها رسالة مدروسة أرادت جهات في الشرعية محسوبة على الإصلاح توجيهها للتحالف مفادها :" أننا في نهاية المطاف قادرون على خلط الأوراق ونملك الكثير من الأدوات المؤثرة على مسارات المعركة سياسيّا وعسكريّا ولسنا طرفا آني مستأجر يمكن الاستغناء عنه عند انتهاء المهمّة .
تسوية رهن معركة الحديدة :
رهن حسابات التحالف العربي فإن على حلفائه المحليين تحقيق انتصارات عسكرية تثبت جديّة شراكتها معه باعتبار أنه لم يعد هناك متسع من الوقت قبل إبرام تسوية سياسية يجري التحضير لها بضغوط دوليّة من المقرر البدء بإجراءاتها على يد المبعوث الدولي الجديد الى اليمن البريطاني "مارتن غريفيث " والذين عُيّن خلفاً للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، و بحسب مصادر دبلوماسية فإن التسوية القادمة ستبدأ مباشرة بعد تحقيق التحالف العربي تقدما لافت في معركة الحديدة ؛ تقدّم من شانه انتزاع أكبر قدر ممكن من التنازلات من المتمردين الحوثيين على طاولة المفاوضات القادمة ومؤشرات ذلك بدت واضحة خلال الأيام القليلة الماضية على لسان وزير الخارجية السعودي بقوله سندفع الحوثيين للحوار بالقوة العسكريّة .
الناطق الرسمي باسم الحوثيين المسنودين من إيران محمد عبد السلام والمتواجد منذ اكثر من شهر في مسقط بانتظار عرض دولي يتضمن بنود التسوية القادمة التي يمكن أن تبدأ المشاورات بشأنها نهاية مارس القادم .
وبحسب المصادر ذاتها فإن التسوية المدعومة من قبل دول التحالف العربي ايضاً يمكن أن تتم دون وجود طرف الحكومة الشرعية التي تشهد علاقتها بالمملكة فتورا غير مسبوق ألجأها الى خطب ود انقرة عبر لقاءات متتالية جمعت مسؤولين أتراك بوزراء في الحكومة الشرعية المعترف بها دوليّاً بينهم رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر .
وتقول تسريبات إن الانتقالي الجنوبي سيكون طرفا رئيسا في تلك المفاوضات بتوافق دولي وإقليمي وهذه الأنباء يدعم صحتها تصريح اطلقه امس الأوّل رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد قال فيها:" بأننا على استعداد للجلوس مع أي طرف قادر على فرض نفسه على الارض لضمان تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه .
خاص " بالمشهد العربي "