غضب شعبي واحتجاجات متتالية.. تعز فوق فوهة بركان بسبب الإخوان

الاثنين 7 سبتمبر 2020 20:23:00
testus -US

تعيش محافظة تعز أوضاعًا أمنية وسياسية واجتماعية صعبة في ظل تنامي جرائم مليشيات الإخوان التي تسببت في أن تعيش المحافظة التي عُرفت طوال تاريخها بأنها درة الثقافة والتنوير في عصر اضمحلال فكري واقتصادي لم تمر به من قبل، وهو ما انعكس على زيادة معدلات العمليات الإرهابية وتنامي الحركة الاحتجاجية في الشارع اعتراضا على ممارسات المليشيات.

تستهدف مليشيات الإخوان أن تتحول تعز إلى بؤرة فوضوية يمكن استغلالها لعداء الجنوب وتهديد أمنه القومي وبالتالي فإنها تحافظ على علاقات وطيدة مع مليشيا الحوثي الإرهابية التي تحاصر المحافظة وتستهدف مواطنيها من دون أن تنشب معارك بين الطرفين، في الوقت الذي عمدت فيه على تكثيف عملياتها الإرهابية ضد قوات اللواء 35 مدرع الذي يشكل عقبة أمام الطرفين لتزايد حجم التنسيق بينهما.

تمارس مليشيات الإخوان أدوار حكومة الشرعية التي غابت عن المحافظة وسلمتها بيد الإصلاح الذين يتولون مهام الأمن والجيش والسلطة المحلية في المحافظة وهو ما تسبب في تردي جميع الأوضاع داخل المحافظة وجعل أبناءها يضيقون ذرعا بتلك الممارسات في ظل قيام الإصلاح بتطويع مؤسسات المحافظة لخدمة مشروعهم الإرهابي، وبالتالي غابت الخدمات عن المحافظة التي تحولت إلى رماد.

وكذلك تقوم سلطة الإخوان بعملية نهب منتظمة للإيرادات لدعم مليشياتها الإرهابية من دون أن تجد أي حساب من قبل الجهات الحكومية التي تتواطأ معها من أجل هدف واحد يتمثل في الدعم العسكري لمعاداة الجنوب، كما تتقاسم مليشيات الإصلاح المناصب والجهات الإدارية بما يمكنها من سرقة الأموال والتعامل معها كغنيمة حرب.

ولعل ذلك ما نتج عنه خروج الاحتجاجات الشعبية المنددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية والعملة المحلية في كثير من المديريات، إلى جانب أن تلك الأوضاع جعلت المحافظة فوق فوهة بركان قابلة للانفجار في أي لحظة.

ونظم مواطنون غاضبون، السبت، وقفة احتجاجية في جولة العواضي وسط المدينة، للتنديد بتجاهل التدهور الاقتصادي وعجز حكومة الشرعية عن اتخاذ أي تدابير لوقف الانهيار المتواصل في أسعار العملة.

وشهدت محافظة تعز، مؤخرًا، عصيانًا مدنيًا شاملًا، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها؛ بسبب تدهور سعر صرف الريال، وارتفاع أسعار السلع والخدمات.

كما طالبت أسرة وأهالي القتيل محمد مهدي الذي اغتاله مسلحو اللواء 17 مشاة الإخواني الأسبوع الماضي، في وقفة احتجاجية، أمس الأحد، أمام مقر محافظة تعز، بمحاكمة المتورطين في جريمة اغتياله من مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، والتي أقدمت على جريمتها بعد مطالبته بتسليم منزله الذين احتلوه منذ خمس سنوات.

ونددوا خلال الوقفة الاحتجاية الثانية في غضون أسبوع، في شارع جمال عبدالناصر، بجرائم القتل والتصفية التي تتورط فيها عصابات إخوانية تتبع قيادات في المليشيا، وشدد بيان صادر عن الوقفة الاحتجاجية، على ضرورة رد أملاك الضحية وتسليمها لذويه، وطرد عناصر المليشيا الإخوانية الإرهابية من منزله.

وعلى مدار الفترة الماضية، دأبت المليشيات الإخوانية، المنضوية تحت لواء ما يُسمى الجيش الوطني، على ارتكاب أعمال نهب وسطو على ممتلكات سكان تعز، ضمن فوضى أمنية ومجتمعية تعانيها المحافظة على صعيد واسع.

وتدفع محافظة تعز، ثمنًا باهظًا بسبب خضوعها لسيطرة المليشيات الإخوانية التي تسير على خطى المليشيات الحوثية في ارتكاب جرائم نهب وعنف على نحو يصنع فوضى أمنية، ما يمكّنها من بسط مزيدٍ من السيطرة الغاشمة هناك.