النجاحات والإخفاقات تقودان أوساكا وأزارينكا في نهائي بطولة أمريكا للتنس

كان من المفترض أن تلتقي نعومي أوساكا بفيكتوريا أزارينكا في نهائي بطولة "ويسترن آند ساذرن" المفتوحة للتنس يوم 29 أغسطس الماضي، قبل يومين من انطلاق بطولة أمريكا المفتوحة.

واضطرت أوساكا للانسحاب قبل المباراة بسبب إصابة في أوتار الركبة، لتمنح أزارينكا أول ألقابها منذ 2016.

وبالتحديد بعد اسبوعين ستنهي أوساكا وأزارينكا – اللتين احتلتا صدارة التصنيف العالمي سابقا وتوجتا ببطولتين من البطولات الأربع الكبرى (جراند سلام)- عملهما ويلتقيان في بطولة أكبر، وهي نهائي بطولة أمريكا المفتوحة للتنس.

وحتى الآن لم تخسر اللاعبتان في "فقاعة نيويورك" وهما في رحلتهما الخاصة التي تلتقي في ملعب أرثر أش لخوض مباراة نهائية تاريخية بدون جمهور.

بالنسبة لأوساكا /22 عاما/ ستكون هذه هي المباراة النهائية الثانية في بطولة أمريكا المفتوحة في آخر ثلاث سنوات، كما أنها ثالث مباراة في البطولات الكبرى.

وكانت النجمة اليابانية، أعلى السيدات دخلا في الرياضة في العالم وفقا لفوربس، في مهمة محددة في هذه البطولة.

سافرت إلى أمريكا بسبعة أقنعة، كل قناع يحمل اسم مختلف للأمريكيين السود الذين كانوا ضحايا لإطلاق النار من الشرطة، وترتدي قناع مختلف في كل دور، وكانت بالفعل مستعدة للوصول لنهائي بطولة أمريكا المفتوحة لكي تتمكن من خوض سبع مباريات بالبطولة وتذكر العالم بالأسماء السبعة.

وقال مدرب أوساكا البلجيكي ويم فيسيت، الذي درب أزارينكا مرتين، في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع :"بالتأكيد هذا يساعدها ويمنحها المزيد من الطاقة".

وأضاف :"هذا يشبه حافز إضافي. إنه موضوع مهم بالنسبة لها".

وكانت أوساكا تتحدث بصوت عال ضد الظلم العنصري في أمريكا، التي عاشت بها منذ أن كانت تبلغ ثلاثة أعوام، بل وصل الأمر لسفرها إلى مينيابولس للمشاركة في الاحتجاجات الخاصة بجورج فلويد خلال فترة توقف المسابقات.

ولكنها أيضا حافظت على تركيزها في التنس، وتقول إنها تدربت بأقصى قوتها لكي تكون جاهزة عندما تستأنف المسابقات.

ولم تخسر أوساكا، المصنفة الرابعة في البطولة، أي مباراة منذ استئناف المسابقة (حيث فازت بعشر مباريات متتالية) وتستعد لخوض مباراتها النهائية الثالثة في بطولات الجراند سلام- وهي المباراة النهائية الأولى لها منذ فوزها ببطولة أستراليا المفتوحة للتنس قبل 20 شهرا.

وقالت أوساكا بعد فوزها الصعب في الدور قبل النهائي على جينيفر برادي :"أشعر أن عقليتي مختلفة كثيرا هذه المرة. أشعر أنني تعلمت الكثير من خلال نجاحاتي وإخفاقاتي. ذهنيا، أشعر أنني أقوى. وأشعر أنني بدنيا أفضل".

وأضافت :"إذا كنت إيجابية، لا يهم الوقت الذي سأستغرقه، في النهاية سأصل للمكان الذي أريده".

وأضافت :"هناك شعور بأنه مر وقت طويل على عدم تواجدي في هذا الجزء من بطولة كبرى. في الوقت نفسه كل العمل الذي أقوم به يبدو أنه.. لا أعلم.إنها مجرد رحلة".

وتمر أزارينكا بفترة استثنائية. حيث عاشت اللاعبة البيلاروسية البالغة 31 عاما أوقتا صعبة منذ عودتها من أجازة الأمومة في حزيران/يونيو 2017. وأدت معركة الحضانة مع والد إبنها ليو لقطع جدول مبارياتها عدة مرات وفكرت في الإعتزال وكان آخرها مطلع هذا العام.

وقررت أن تمنح التنس فرصة أخيرة قبل إيقاف المسابقات بسبب فيروس كورونا وأخيرا بدأ قرارها يؤتي ثماره.

ولم تخسر أزارينكا في آخر 11 مباراة وتأهلت للمباراة النهائية في إحدى بطولات الجراند سلام للمرة الأولى منذ 2013.

وكانت أزارينكا مرتاحة منذ وصولها إلى نيويورك ولم تخسر سوى مجموعتين فقط حتى وصولها للنهائي، وعادت لتحقق انتصارها الأول على سيرينا وليامز في الأدوار قبل النهائية.

وتحدثت ازارينكا أمس الخميس عن رحلتها الخاصة بتنمية شخصيتها.

وأوضحت :"أعتقد أنه عندما تخرج من لاشيء، ثم تصبح المصنف الأول عالميا، في بعض الأحيان يمكنك أن تبدأ بالتفكير بأنك لا تقهر وأنك أفضل من الجميع، وهذا غير صحيح".

وأضافت :"لذلك يبدأ الإحساس بالذات في النمو. وتكون الأمور مؤلمة للغاية عندما تتضرر. لذلك بدلا من أن تتضرر النفسية، حاولت إزالة ذلك وتعلمت من الأخطاء ، وأدركت، ونضجت بان كوني لاعبة تنس لا يجعلني أفضل أو أسوأ من أي شخص آخر، وأنك مازلت إنسانا، وكل ما يمكنك فعله هو أن تبذل كل مافي وسعك لتكون النسخة الأفضل من نفسك وأن تواصل التطور".

وحققت أزارينكا انتصارا وحيدا على أواسكا من أصل ثلاث مباريات جمعتهما.

وقالت أزارينكا :" ستكون مباراة نهائية مذهلة. أتمنى أن تكون كذلك. إنها لاعبة قوية للغاية، وبطلة عظيمة. فازت بالفعل بلقبين في بطولات الجراند سلام. ألا نبحث نحن الاثنتين عن لقب ثالث؟ ستكون مباراة ممتعة".