حوثنة التعليم.. كيف تغرز المليشيات بذور طائفيتها؟
على مدار سنوات حربها العبثية القائمة منذ صيف 2014، ارتكبت المليشيات الحوثية الموالية لإيران العديد من الانتهاكات التي طالت قطاع التعليم.
ففي أحدث هذه الاعتداءات، أطلقت مليشيا الحوثي حملة جديدة لحوثنة التعليم الأهلي في مناطق سيطرتها.
الخطة الحوثية تضمَّنت تكريس الأفكار الإيرانية داخل المدارس الأهلية، واستقطاب الطلبة للتجنيد، وذلك بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد.
وأمرت المليشيات الحوثية بتغيير أسماء جميع مدارس التعليم الأهلي، وتحويلها إلى مسميات ستقوم بتوزيعها، كما أجبرت ملاك المدارس الفرنسية والبريطانية والأمريكية والصينية على سرعة تغيير أسمائها الحالية، وكذلك تدريس مناهج بعينها.
هذه الخطة الطائفية تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية.
وفي إحصائية حديثة، قدَّرت المنظمة الدولية للهجرة، وقوع ألف و500 اعتداء على المدارس بين العامين 2015 و2019.
وهناك نحو 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، لا تتوقّف المليشيات الحوثية عن العمل على تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.
وانتهجت المليشيات الحوثية أساليب إرهابية بحق الأطفال، وعملت على حرمانهم من الخدمات كافة التي كفلتها القوانين والمبادئ الدولية، وزجت بهم في المعارك وأجبرتهم على التجنيد، وحالت دون التحاقهم بالتعليم.
أمام هذا الوضع، فقد بات لزامًا العمل على التصدي للإرهاب الخبيث الذي تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران، وأن يمارس المجتمع الدولي سلطاته لإجهاض مخطط المليشيات الطائفي.