محافظ الحديدة: دور الإمارات رئيسي في دعم المناطق المحررة (مقابلة)

الثلاثاء 27 فبراير 2018 08:51:54
testus -US
نقلاً عن الاتحاد:

تمثل محافظة الحديدة الواقعة على بعد 226 كيلومترا غرب العاصمة صنعاء، أهمية بالغة وإستراتيجية خاصة للمليشيات الحوثية الإيرانية لامتلاكها ثاني أكبر ميناء في اليمن، الأمر الذي جعل قوات الشرعية والتحالف العربي يتجهون لتحرير المحافظة وإحكام السيطرة على كافة المنافذ البحرية لقطع الامدادات العسكرية على الانقلابيين.

وقد أوضح محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر في حوار خاص مع صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، أن هناك تجهيزات للتقدم العسكري في منطقة الجراحي وزبيد ومناطق أخرى بعد مديرية حيس التي تعتبر ثاني مديرية في الحديدة تم تحريرها بالكامل من سيطرة ميليشيات الحوثي بعد تحرير مديرية الخوخة ضمن العملية العسكرية في الساحل الغربي، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية المدعومة بالتحالف العربي مع الانقلابيين في أطراف مديرية الجراحي.

الدور الرئيسي والرائد للإمارات في الحديدة
حول دور دولة الامارات العربية المتحدة الرائد في تقديم المساعدات العاجلة لكل المحافظات المتضررة من سيطرة الانقلابيين وخاصة في محافظة الحديدة، أكد المحافظ أن الإمارات تقوم بدور رئيسي ورائد في تقديم الدعم اللازم والمساعدات الإغاثية والصحية العاجلة للمناطق المحررة في كل من مديريتي الخوخة وحيس والتي تستهدف بشكل أساسي أبناء المناطق المتضررة من أثار الاشتباكات في مختلف المجالات التعليمية والصحية والإيوائية والإغاثية.

وأكد المحافظ على أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية رصدت مبلغ 12 مليون ريال سعودي لإعادة تأهيل بعض المرافق الخدمية في مديرية الخوخة كالمدارس والمستوصفات والمراكز الطبية والمنشأة الأمنية وشراء مولد كهربائي كبير يعالج مشكلة الكهرباء في المديرية.

إعادة الحياة في منطقتي الخوخة وحيس
وأضاف المحافظ الحسن طاهر أنه يتم حاليا تطبيع الحياة في مديرية حيس التي تم تحريرها بالكامل من المليشيات الانقلابية وتأمينها من خلال فتح المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات والمرافق الخدمية الأخرى والسعي للحفاظ على أمن واستقرار أبناء المنطقة، وذلك بعد تأمين مديرية الخوخة أمنياً بشكل كامل باعتبارها مركزاً حيوياً للسيطرة على الساحل الغربي، وأشار المحافظ إلى أنه تمت إعادة الحياة في مختلف القطاعات الخدمية في المديرية من خلال اعادة تأهيل المرافق والمباني التي تضررت من الاشتباكات والمواجهات المسلحة وفتح المدارس والمستشفيات وتشغيل مشروع المياه وقريباً ستتم إعادة التيار الكهربائي في المديرية.

أهمية تحرير ميناء الحديدة
أوضح محافظ الحديدة أن الميناء يعتبر الرافد الرئيسي والاستراتيجي للمليشيات الحوثية في عملية تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، واتخاذ الميناء قاعدة عسكرية تستهدف خطوط الملاحة في البحر الأحمر، الأمر الذي يجعل من تحرير الميناء بشكل خاص والمحافظة بشكل عام عملية حتمية عسكرياً واستراتيجياً ستساهم في إنهاء الحرب في البلاد بنسبة كبيرة، باعتبار محافظة الحديدة الرئة التي تتنفس منها المليشيات الانقلابية.

وأكد المحافظ على أن أبناء تهامة مصرين على تحرير محافظتهم وانتزاعها من قبل المليشيات الانقلابية الذين يسيطرون على المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية، مبيناً بأن عملية إغلاق وفتح الميناء تأتي ضمن آلية محددة تهدف إلى عدم دخول الأسلحة الإيرانية للمليشيات.

خطورة الألغام البحرية على الصيادين
وحول موضوع الألغام البحرية والبرية التي يتضرر منها أبناء المحافظة، يقول المحافظ إن «الألغام البحرية تعتبر جريمة ضد الإنسانية والتي تواصل المليشيات زرعها في المياه المحلية والإقليمية المطلة على البحر الأحمر في محاولة منها لإعاقة تقدم الشرعية وقوات التحالف العربي، وقد تضرر من تلك الألغام بشكل كبير قوارب الصيادين باعتبارهم الشريحة الأكثر تضرراً والتي تهدد حياتهم كل يوم، هذا عدا عن السفن التجارية التي تشكل الألغام خطراً كارثياً عليها». وأكد المحافظ على أن هناك جهودا تبذل من قبل قوات الشرعية للتخلص من الألغام البرية والبحرية التي زرعتها المليشيات الانقلابية في بعض المناطق التي تم تحريرها، خاصة وأنها تعيق العمليات العسكرية في معظم الجبهات القتالية.

السيطرة على مخازن في حيس
عثرت قوات الشرعية خلال الفترة الماضية، على مخازن غذائية ضخمة في مديرية حيس أثناء عملية التحرير، كانت قد نهبتها الميليشيات وحرمت الأسر المحتاجة والفقيرة منها.

وأوضح محافظ الحديدة الحسن طاهر أن قوات الشرعية سيطرت على مخازن تابعة للمليشيات الانقلابية في منطقة حيس كان فيها كميات كبيرة من الأسلحة والمواد الإغاثية التي تحمل شعارات منظمات أممية كانت تستهدف أبناء المحافظة من العائلات الفقيرة والمحتاجة، ولكن المليشيات الحوثية استولت عليها وقامت بالاتجار بها في السوق السوداء. وأضاف المحافظ أن «تلك المساعدات الغذائية والإغاثية التي عثرت عليها قوات الشرعية والتي تقدر قيمتها بعشرات الملايين، تم توزيعها على أبناء مديرية حيس للتخفيف من معاناتهم».

الوضع الصحي في المناطق المحررة
وحول الوضع الصحي في المديريات التي تم تحريرها في محافظة الحديدة قال المحافظ إن «الوضع الصحي في المناطق المحررة لازالت تعاني الكثير من المشاكل والصعوبات المتمثلة بقلة المرافق الصحية ونقص حاد بالأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية، خاصة في مديرية الخوخة التي ينتشر فيها مرض سوء التغذية للأطفال والجفاف».

وأكد المحافظ على أن هناك تواصلا مستمرا مع المنظمات الدولية لتقديم الدعم اللازم والمساعدات الإغاثية والصحية الضرورية للمناطق المحررة والنازحين من أبناء الحديدة في المحافظات الأخرى، حيث إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بادرت منذ اليوم الأول بعد التحرير في تقديم المساعدات العاجلة لأبناء المناطق المحررة بالإضافة الى ما قدمته وزارة الصحة من مستلزمات دوائية عاجلة لبعض المرافق الصحية خاصة.