انتفاضة الأغبري تُرعب الحوثي في صنعاء
يتصاعد الغضب الشعبي ضد المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها إثر تعذيب وقتل الشاب عبدالله الأغبري، الأمر الذي دفع العناصر المدعومة من إيران إلى تكثيف إجراءاتها الأمنية لمنع اندلاع مظاهرات جديدة بعد أن شهدت محافظات صنعاء وإب وتعز نزول حشود شعبية إلى الشوارع رفضا للعملية الإجرامية.
تعيش المليشيات الحوثية أجواء من الرعب بعد أن أدركت أن جرائمها لن تمر مرور الكرام، وأن تماديها في الانتهاكات اليومية بحق المواطنين سيكون له وقفة شعبية من قبل المواطنين الذين عانوا ويلات الجرائم الحوثية بحقهم، وأن نزول المواطنين إلى الشارع من الممكن أن يهز أركانها بعد أن أضحت في مأمن من التهديدات على وقع التفاهمات بينها وبين الشرعية.
تدرك المليشيات الحوثية أنها بمثابة بالونة كبيرة الحجم من الممكن أن تصبح لا شيء في لحظة واحدة إذا كان هناك غضب شعبي ضدها، لأنها لا تمتلك ظهيرا شعبيا من الممكن أن يساندها، في حين أنها تعتمد بالأساس على المرتزقة والمليشيات التي ستفر هاربة حال اختار المواطنون النزول إلى الشارع للتخلص من الإرهاب الحوثي.
وقتل الأغبري، جراء التعذيب من قبل صاحب محل لبيع الهواتف النقالة، بمشاركة 4 آخرين في حادثة هزت الرأي العام، فيما منعت نيابة شرق صنعاء التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، فريق المحامين المُشكل من قبل نقابة المحامين؛ لمتابعة قضية مقتل الشاب عبدالله الأغبري من حضور جلسات التحقيق مع الجناة.
وذهبت المليشيات الحوثية باتجاه نشر قواتها وعناصرها المُسلحة في شوارع صنعاء؛ لمنع أية تظاهرات جديدة تُندد بحادثة مقتل الشاب عبدالله الأغبري، التي هزت الشارع اليمني.
وانتشرت عربات عسكرية في شوارع صنعاء، بعدما أثارت تظاهرة حاشدة أمس السبت، المخاوف لدى مليشيا الحوثي من تحولها إلى احتجاجات شعبية واسعة.
وأوضح مصدر مطلع لـ"المشهد العربي"، أن وزير الداخلية في حكومة الحوثي غير المعترف بها المدعو عبدالكريم الحوثي، أصدر تعليمات مشددة بمنع أية تظاهرات جديدة.
ونوه إلى أن قيادات حوثية التقت بأسرة القتيل عبدالله الأغبري، حيث طلبوا من أفرادها الظهور التلفزيوني، والإدلاء بتصريحات تمتص غضب الشارع.
وأشار إلى أن الرعب سيطر على المليشيات بعد التظاهرة الحاشدة، والتي تعد الأولى من نوعها منذ سيطرة المليشيا على صنعاء في سبتمبر 2014.
تظاهر المئات من أبناء منطقة الحوبان بمحافظة تعز، اليوم الأحد؛ للمطالبة بالقصاص من قتلة الشاب عبدالله الأغبري، وطاف المتظاهرون الجزء الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي في المنطقة، رافعين لافتات تندد بالجريمة، وتدعو لسرعة القصاص من المُنفذين لها.
وحاولت مليشيا الحوثي الإرهابية، امتصاص الغضب الشعبي بواقعة مقتل الشاب عبدالله الأغبري، التي وثقتها كاميرا مراقبة، وأظهرت تسجيلات بثتها مليشيا الحوثي، اعترافات الجناة بتعذيب الشاب الأغبري، دون إضافة أية معلومات جديدة.
وقال مصدر قانوني لـ"المشهد العربي"، إن الرأي العام كان ينتظر معرفة دوافع هذه الجريمة البشعة، مؤكدًا أن لقطات التعذيب تشير إلى أن مرتكبي الجريمة لديهم سوابق إجرامية.
وأضاف أن الاعترافات التي ظهر بها الجناة توضح أن هناك محاولة لتصوير الجريمة على أنها ضرب أفضى للموت، وليست واقعة قتل عمد.
وأثارت الاعترافات التي بثتها مليشيا الحوثي حول مقتل الأغبري، حالة رفض مجتمعي واسع.
وعرض التسجيل الذي نشرته المليشيات، ما يشبه الاعترافات المكتوبة أو المحفوظة سابقًا لأربعة متهمين، هم صاحب محل الهواتف النقالة الذي كان يعمل فيه الأغبري، وثلاثة من عامليه، بينما غاب المتهم الخامس عن تلك التسجيلات.