السعودية والإمارات.. تحركات فاعلة لصد خيانة الشرعية
رأي المشهد العربي
جاء اللقاء الذي عقده نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالسعودية الفريق الركن مطلق بن سالم الأزيمع، مع قائد القوات البرية الإماراتية اللواء الركن صالح بن محمد العامري، مساء السبت، في وقت بالغ الحساسية بعد أن مضت الشرعية في طريقها نحو خيانة التحالف العربي وتدشين تحالفها العلني مع المليشيات الحوثية الإرهابية من أجل تسليم باقي جبهات الشمال والتفرغ لمعاداة الجنوب.
كما يأتي هذا اللقاء في وقت كثف فيه التحالف العربي ضرباته الجوية ضد المليشيات الحوثية في صنعاء، وتمكن من الوصول إلى أماكن تخزين الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ وتسبب في شل حركة المليشيات التي وقفت عاجزة عن الرد مع توالي ضربات التحالف المستمرة لليوم الثالث على التوالي، ما يعني أن هناك رغبة فاعلة في التعامل عسكريًا مع المليشيات في ظل غياب تام للشرعية.
وعمدت قوات التحالف العربي إلى تكثيف ضرباتها على معسكرات الحوثيين في صنعاء، لتعطيل زحف المليشيا الإرهابية التي تقدمت إلى عدة مديريات في مأرب من دون أي مواجهة مع قوات الشرعية، ومنع سقوط المحافظة كاملة في يد الحوثي.
بالإضافة إلى ذلك فإن اللقاء دحض شائعات وسائل الإعلام الإخوانية التابعة للشرعية والتي دائمًا ما تحاول إيهام الرأي العام بأن هناك خلافًا بين الطرفين، غير أن الرد السعودي الإماراتي جاء سريعًا وواقعيًا كعادته، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يكون لدولة الإمارات العربية المتحدة أدوارًا مهمة خلال الفترة المقبلة لصد تحالف الشرعية والحوثي والقوى الإقليمية الداعمة لهما.
لا يمكن الفصل بين هذا اللقاء وبين البيان الهام لوزارة الخارجية المصرية، مساء الأحد، والتي جددت فيه دعمها مساعي المملكة العربية السعودية لدفع مسيرة الحل السياسي في اليمن، وشددت على مساندتها جميع خطوات التحالف العربي للتعامل مع ممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية، وهو ما يعني أن هناك رغبة عربية يقودها محور الاعتدال العربي لمواجهة التمدد التركي الإيراني في اليمن.
يتطلب التحالف الحوثي الإخواني وجود أدوات عسكرية وسياسية ودبلوماسية فاعلة للتعامل معه، ومن هنا تأتي قوة الضربات السعودية على صنعاء والتي تسير بالتوازي مع تحركات سياسية تقودها المملكة العربية السعودية على مستوى مباحثات الرياض من أجل تشكيل حكومة كفاءات مشتركة من الممكن أن تساهم في حلحلة الوضع القائم، وأن تلك التحركات أفرزت عن زيادة حجم الضغوطات الإقليمية المطالبة بضرورة تنفيذ اتفاق الرياض.