التحالف القطري الإيراني يفرز عن لقاء حماس والحوثي في بيروت

الاثنين 14 سبتمبر 2020 23:05:00
testus -US

ليس مستغربا أن يلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بوفد المليشيات الحوثية الإرهابية في حضرة حزب الله الإرهابي، لأن التحالفات والتفاهمات بين قطر وإيران تسمح بأن يكون هناك تنسيق بين الأطراف الثلاثة لخدمة مشروع محور الشر الذي تعاني منه المنطقة العربية ويسعى لتحويلها إلى حمم بركانية ملتهبة.

تقبع حركة حماس أسيرة التوجهات القطرية بعد أن استمرت الدوحة في دعم الحركة داخل قطاع غزة منذ العام 2007 والذي شهد بدء الانقسام الفلسطيني وانقلاب الحركة على السلطة الشرعية، إذ تقدم الدوحة منحة شهرية إلى الحركة تبلغ قيمها 30 مليون دولار من أجل الحفاظ على الانقسام الفلسطيني واختطافها السلطة في القطاع، وبالتالي فإن كل ما تمليه الدوحة على قيادات الحركة سيكون منفذا وبسرعة فائقة.

وفي المقابل فإن المليشيات الحوثية تقبع هي الأخرى رهينة إيران التي تمولها وتدعمها بالمال والسلاح وتحصن انقلابها على الشرعية منذ العام 2014، كما أنها تؤمن عملياتها الإرهابية باتجاه المملكة العربية السعودية وكذلك المناطق المدنية داخل اليمن، ما يجعلها راغبة في تنفيذ أي توجهات إيرانية تحديدا إذا جاءت من خلال حزب الله اللبناني الذي يمثل قدوة لعناصر المليشيات الإرهابية.

يرى مراقبون أن لقاء هنية بوفد المليشيات الحوثية يعتبر تطورا ملحوظا في حجم التنسيق الإقليمي الذي يستهدف اليمن، لأن اللقاء يدشن لتحالف جديد بين أذرع قطر وإيران بالمنطقة ويأتى مكملا لعلاقات حزب الإصلاح الإخواني وبين المليشيات الحوثية، كما أنه يأتي استكمالا للعلاقة الوطيدة بين عناصر تنظيم القاعدة المدعوم من قطر وكذلك المليشيات الحوثية، إلى جانب أنه يشكل ركنا آخر إلى جانب التقارب بين تنظيم داعش ومليشيا الحوثي وحزب الإصلاح.

ويفسّر متابعون بروز العلاقات الحوثية بحماس بأنها تندرج في إطار جهود التقارب الذي تقوده قطر بين حزب الإصلاح والحوثيين، بعد الخلافات باعتبارهما طرفين يقعان ضمن دائرة الحلفاء الاستراتيجيين للمشروع الإيراني في المنطقة الذي استطاع أن يوظف قطر كقطعة شطرنج يحركها كيفما يشاء.

وفي شهر يوليو الماضي، أعلنت مليشيات الحوثي الإرهابية، للمرة الأولى تلقيها رسالة من رئيس حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية تضمنت "شكرا لمواقف اليمنيين تجاه القضية الفلسطينية"، وتضمنت عبارات هنية اعترافا بالمليشيات الحوثية كسلطة شرعية في حين أنها استولت على السلطة بانقلاب غاشم.

وفي شهر مارس الماضي، أثار ترحيب حركة حماس بالعرض الذي قدمته المليشيات الحوثية بشأن "استعدادها لمبادلة طيار وضابط سعودي بسجناء لحركة حماس في المملكة العربية السعودية"، على حد زعم المليشيات، تفاعلا واسعا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، والذين اعتبروا أن حماس أضحت تسير في كنف إيران بشكل علني.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التقى وفد قيادة مليشيا الحوثي الإرهابية في العاصمة اللبنانية بيروت، وجاء اللقاء تحت ما سمي بـ"حماية الأقصى من التطبيع الخليجي مع إسرائيل"، في حين أن حماس ذاتها أشادت بالتطبيع التركي مع إسرائيل.

علق المدون السعودي البارز منذر آل الشيخ مبارك، الأحد، على لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإرهابية المدعو إسماعيل هنية مع وفد من مليشيات الحوثي بلبنان.

وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "للوقاحة عنوان اسمه حماس وجماعة الإخوان، يدعمون أعداءنا وفي ذات الوقت يطلبون دعمنا. لا أقول إلا إن لم تستح! لم أر في حياتي أوقح من هؤلاء البشر".

هاجم المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، اليوم، قيادات حركة حماس الفلسطينية بعد استقبالهم لوفد من مليشيات الحوثي الإرهابية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وقال في تغريدة عبر "تويتر": "يريدون تحرير القدس كما يقولون، ويستقبلون من يهاجم مكة بالصواريخ؟"، وأضاف: "هذه هي النهاية لقصة المتاجرة بالقضية والكذب على الشعوب العربية والإسلامية".