الحوثي والشرعية.. حربٌ مزعومة وقودها الكيبورد
على مدار سنوات عدة، تسترت حكومة الشرعية وراء حرب زعمت أنّها تخوضها في مواجهة المليشيات الحوثية، وحصلت من وراء ذلك على دعمٍ ربما لم يقدَم لأحد مثلها لكنّ شيئًا لم يحدث.
الحكومة الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، يفترض أن تكون مهمتها الأولى والأخيرة هي تحرير أراضيها من قبضة المليشيات الحوثية الموالية لإيران، وقد حظيت بالكثير من الدعم في هذا الإطار من التحالف العربي وكذا من أطراف دولية عديدة.
الآن وبعد مرور ست سنوات على الحرب، اتضحت الحقيقة الدامغة، وتبيّن للقاصي والداني أنّ حكومة الشرعية تمارس انبطاحًا كاملًا تُسطّر كلماته الآن مثلًا في محافظة مأرب، الجاري تسليمها للحوثيين، في خطوة إخوانية "قديمة متجددة".
الطعنات الغادرة التي توجّهها الشرعية ضد التحالف العربي فضحت هذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا على صعيد واسع، واتضح للجميع أنّ التقارب الخبيث بين الشرعية والحوثيين أمرٌ يحمل كثيرًا من التعقيدات على مشهد مرتبك أصلًا.
الحقائق تتجلّى يومًا بعد يوم، ويتضح أنّ من يقاتل إلى جانب التحالف العربي ضد ضد الحوثيين هي القوات المسلحة الجنوبية التي تُسطِّر أعظم الملاحم في التصدي للمليشيات الموالية لإيران.
ومع تبيان قبح وجه "الشرعية" أمام مختلف الأطراف، تلجأ هذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا لتحريك "ذبابها" الإلكتروني يدعي فيه أنّ الحكومة تقاتل الحوثيين ولا تزال ملتزمة بالعهد أمام التحالف العربي الذي تدخل في الأساس لدعمها في وجه المشروع الحوثي الفارسي، لكن اتضح فيما بعد أنّ النفوذ الإخواني هو جزءٌ من هذا المشروع الخبيث.
إقدام ذباب الشرعية على إطلاق تدوينات وتغريدات يدعون من خلالها محاربة المشروع الحوثي أمرٌ يهدف إلى تحسين وجه الشرعية الذي ازداد قُبحًا وسوءًا كثيرًا طوال الفترة الماضية.
أكاذيب إخوان الشرعية عن الحرب المزعومة ضد الحوثيين ترد عليها العلاقات الخبيثة التي تجمع بين هذين الفصيلين سواء فيما يتعلق بإقدام الشرعية بشكل متواصل على تسليم الجبهات والمواقع للحوثيين من جانب، بالإضافة إلى تجميد جبهات استراتيجية وحيوية من جانب آخر.
يُضاف إلى ذلك أيضًا حجم التنسيق المسعور الذي يجمع بين الشرعية والحوثيين الذي تضاعف كثيرًا طوال الفترة الماضية، ضمن العدوان الخبيث الذي تشنه الشرعية ضد الجنوب وشعبه بغية احتلال أراضيه.
أمام كل ذلك، يبقى الجنوب هو الشريك الحقيقي والموثوق فيه أمام التحالف العربي لا سيّما فيما يتعلق بدوره الحميد في الحرب على الحوثيين، وهي حرب ضروس قدّم في سبيل الجنوب الكثير من التضحيات.