ضغوط دولية تحاصر الشرعية.. ما مصير اتفاق الرياض؟
بعدما تعدَّدت الخروقات الإخوانية المتواصلة لبنود اتفاق الرياض، تتواصل الضغوط الدولية من أجل ضبط هذه البوصلة التي حرّفتها حكومة الشرعية.
أحدث هذه الضغوط السياسية جاءت من ألمانيا حيث اعتبر مندوبها لدى مجلس الأمن الدولي كريستوف هويسجن، أنّ تنفيذ اتفاق الرياض وجهود الأمم المتحدة لوقف النار والتوقيع على الإعلان المشترك طوق نجاة.
واستهجن الدبلوماسي الألماني خلال جلسة بمجلس الأمن حول الأوضاع في اليمن، تدهور الأوضاع السياسية والإنسانية، وتساءل عن مدى تدهور الأزمة خلال الفترة المقبلة، مستنكرا تخلي مانحين عن تعهداتهم.
دعوة أخرى لتنفيذ اتفاق الرياض جاءت من قِبل روسيا حيث شدّد سفيرها لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا على ضرورة الالتزام بتطبيق اتفاق الرياض وكذا اتفاق السويد، وعبَّر عن قلق بلاده من تقارير توقف الأنشطة الإغاثية في اليمن لغياب التمويل.
وشدد في كلمته أمام المجلس خلال جلسته حول اليمن، على ضرورة تسوية الوضع السياسي والإنساني، ودعا مختلف الأطراف إلى تفهم معاناة المدنيين على الأرض، مؤكدا أن الصراع يؤثر على دول الجوار.
وأعرب عن استعداد بلاده المساهمة في العمل على إنشاء آلية لتحقيق الثقة، مشيرا إلى أن هناك مبادرات كثيرة لإحلال السلام.
التوافق الروسي الألماني حول ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض يمثّل ضغطًا سياسيًّا على حكومة الشرعية التي فضح أمرها أمام العالم أجمع، وتبين حجم خروقاتها لبنود اتفاق الرياض.
وهذا الاتفاق وقِّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، وكان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
وفيما نظرت مختلف الأطراف إقليميًّا ودوليًّا بتقدير شديد لأهمية مسار اتفاق الرياض، إلا أنّ حكومة الشرعية مارست دورًا خبيثًا قام على خرق الاتفاق عبر جملة طويلة من التصعيد العسكري ضد الجنوب.
الخروقات الإخوانية المسلحة قوبلت بضبطٍ للنفس من قِبل القيادة السياسية الجنوبية، حيث حرص المجلس الانتقالي على إفساح المجال أمام إنجاح هذا المسار، ضمن خطة مرحلية يسير بها الانتقالي، تهدف في هذه الآونة إلى القضاء على المشروع الحوثي الإيراني.
وفي مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، عبّر رئيس عمليات اللواء الثامن صاعقة في محافظة أبين العقيد أحمد بن دحه المحوري عن ضبط النفس الجنوبي، حيث أكّد أنّ القوات المسلحة الجنوبية مازالت في مواقعها ملتزمة باتفاق التهدئة المعلن رغم أنّ الطرف الآخر غير ملتزم بالاتفاق محاولًا استفزازها.
وأضاف: "لدينا أوامر بضبط النفس واحترام الاتفاقيات وفي نفس الوقت قواتنا مستعدة للتصدي لأي هجوم مباغت وكسر أي محاولة للتقدم صوب مواقعنا فنحن صحيح نحترم اتفاق التهدئة لكننا مازلنا محتفظين بحق الدفاع عن النفس".
إقدام الجنوب على ضبط النفس وإفساح المجال أمام إنجاح الاتفاق لا يصادر عن الجنوب حقه الأصيل في حماية أراضيه وصد الاعتداءات التي تُحاك ضد أمنه واستقراره.