الصراع المناطقي في الجنوب

صالح علي الدويل باراس

✅ عندما تكون حسابات بعض النخب و الشخصيات الجنوبية تنطلق من زاوية المصلحة الشخصية تكون مترددة في رهانها وخياراتها على أكثر من احتمال ، الوحدة انتهت ، ها.. لا ، الأفضل فيدرالية اقليمين، ها.. لا، الافضل أقاليم ثلاثة، ها.. لا، الأقاليم الستة، ها...لا، شرعية هادي ، هذا التردد هو قمة الانتهازية السياسية لحجز موقع في أي مشروع . ويقابلها انحدار هذه الانتهازية ان يعكسوا ذلك التردد بانه صراع مناطقي جنوبي / جنوبي.

✅ هما مشروعان :
مشروع استقلال عن اليمننة السياسية وآخر مع بقائنا جزء منها .
مشاريع الاستقلال لاتنجزها حوامل على طريقة
" المخضرية الحالية " و البعض من الجنوبيين إذا لم يكن الحامل عندهم " خلطة مخضرية " فالحامل سينتج صراع مناطقي جنوبي.

✅ طرفا الصراع في الجنوب محددان واختزاله بان المكونات الحاملة لليمننة جنوبية لاينفي عنها صفة وكيل يمننة سياسية في هذه المرحلة الحاسمة.

✅ الجنوب لن يدخل في صراع مناطقي ، يثبت ذلك ان الكوارث الدموية منذ 67م والمتوجة بكارثة 86م كانت كافية بما أحدثته مجتمعيا أن تشعل الجنوب حروب وثارات مناطقية لا تبقي ولا تذر ومن كثرما ظل مازال الاحتلال اليمني واحزابه ينكأون جراحها.

قد تحدث اشتباكات وتسقط ضحايا وهذه من السنن الطبيعية في ظل الاختلاف السياسي ناهيك عن الخلاف الوطني ، عدا اننا في حالة حرب تعتمل فينا أجندة الاحتلال اليمني بكل طيفها الحزبي والمخابراتي واجندة إقليمية ودولية وارهاب ووكلاء ارهاب وقد تصل فينا إلى جولات عنف .
لكن ليس كل عنف صراع مناطقي مناطقي.

✅ يجب أن يقيس الجميع نسبة التفاف الشارع الجنوبي الان حول أي من المشروعين وتكون مؤشر للجميع يعكس النسبة الفعلية للاصفاف في الجنوب ، فالالتفاف الاوسع الان حول خيار الاستقلال الوطني .

✅ أصحاب الخيار السياسي للقضية الجنوبية هم جنوبيون لكنهم جزء من مشروع يمننة الجنوب ، يعبرون عن رؤية أحزابه ونخبه لاتوجد لهم رؤية جنوبية مستقلة خارج إطار رؤية احزابهم حتى يكونوا طرف جنوبي خارج خندق تلك الاحزاب وتم تجريب الحلول التي وضعتها الأحزاب اليمنية وفشلت في حل القضية لذا فالاصرار على حلول رفضت وانتجت حروب هو العامل الأساسي للصراع الجنوبي الجنوبي وليس العكس.
على الطرف المصر أن يراجع نفسه!!

✅ لا أحد يشترط على الجنوبيين في الأحزاب اليمنية أن يتركوا أحزابهم ويدعون للاستقلال لكنهم ملزمين ان يلزموا احزابهم - بحكم مايدعون من حرص على الجنوب والدم الجنوبي - بقبول استفتاء دولي للجنوب لتحديد اي الخيارين يرضاه الجنوبيون، اما البقاء في الوحدة وحل القضية سياسيا ويكونون هم حاملها كما قدموا انفسهم خلال العقود الماضية أو خيار الاستقلال ، ونتائج الاستفتاء ملزمة لكل جنوبي وحينها سيكون العنصر الجنوبي ليس وكيلا للاحتلال بل صاحب رؤية مسنودة جنوبيا ، اما مخططات التآمر فهي في الاصرار بكبس الكل تحت عنوان الشرعية ومشروع الاستقلال يراها ايقونة لشرعنة الاحتلال بل إنه رفض انتخابات الرئيس منصور ليس رفضا لشخصه وجنوبيته بل رفضا لمشروعه .

✅ لن ينزلق الجنوبيون إلى صراع مناطقي كون مشروع الاستقلال يحضى بشعبية واسعة على امتداد أرض الجنوب وبالتالي عندما تظهر خيارات اخرى لبعض النخب الجنوبية نجد اول من يتصدى لها أبناء المناطق التي ينتمون إليها:

كتب أحد المعلقين ردا على احتمال الصراع المناطقي في الجنوب قائلا :

( عبد اللطيف السيد يقف في وجه أحمد الميسري وهما من أبين .
وشلال وعيدروس يقفون في وجه الشنفره وخالد مسعد من الضالع
والبوحر يقف في وجه الحارثي والجبواني في شبوة
ومنير اليافعي في وجه اليزيدي اليافعي )

فأين الصراع المناطقي ؟

الأيام ستثبت أن التحجج بالصراع المناطقي تعويذة لاستدرار مشاعر الناس وتخويفهم لقبول الأمر الواقع .

ايقونة لن تجدي




مقالات الكاتب