رسائل عسكرية وسياسية.. كيف برهن الحوثيون على خبث نواياهم؟
عبر سلسلة طويلة من التصعيد العسكري، تواصل المليشيات الحوثية توجيه رسائل خبيثة حول نواياها لإطالة أمد الحرب.
ففي أحدث هذه الاعتداءات، شنّت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، قصفًا على الأحياء السكنية في مركز مدينة حيس، بمحافظة الحديدة.
واستهدفت المليشيات الحوثية، الأحياء السكنية في مركز المدينة بمختلف الأسلحة الرشاشة متوسطة الأعيرة النارية.
مثل هذه الهجمات الحوثية يمكن القول إنّها تبرهن على خبث نوايا المليشيات وعمل هذا الفصيل الإرهابي على إطالة أمد الحرب لأطول وقت ممكن.
وتدرك المليشيات الحوثية الموالية لإيران أنّ بقاءها مستمر في الأساس باستمرار الحرب وإطالة أمدها، ومن أجل ذلك تتعمّد المليشيات إفشال أي جهود أممية نحو حل الأزمة سياسيًّا وذلك من أجل إطالة أمد الحرب، وهو ما يدر على هذا الفصيل الإرهابي مكاسب ضخمة، لا سيّما فيما يتعلق بجرائم النهب والسطو.
هذه السياسة الحوثية الخبيثة لا تتوقّف على رسائل الميدان وحسب، فعلى الصعيد السياسي وضعت المليشيات الحوثية عراقيل عديدة أمام مبادرة طرحها المبعوث الأممي مارتن جريفيث، حين أعلنت أن الحل الوحيد يكمن فيما سمته "وثيقة الحل الشامل" التي تريد من خلالها انتزاع اعتراف دولي وأممي يرسخ وجودها على الأرض.
مسودة الاتفاق في الجانب العسكري تضمَّنت تكرارًا لنموذج اتفاق وقف إطلاق النار في الساحل الغربي، بتشكيل لجنة تنسيق عسكري برئاسة الأمم المتحدة، ومشاركة ممثلين عسكريين من طرفي الاتفاق لتتولى مراقبة وقف إطلاق النار.
ومن هذا المنطلق، فإنّ أي جهود يجريها جريفيث من أجل التوصُّل إلى حل سياسي تستوجب ممارسة ضغوط على المليشيات الحوثية لإجبارها على السير في طريق السلام، وذلك من أجل التوصّل إلى حل توافقي يمنح الحرب استراحةً طال انتظارها في ظل الأزمة الإنسانية المروّعة الناجمة عن الحرب.