شكوك تحاصر الجهود.. هل ينجح جريفيث في المهمة الصعبة؟
شكوكٌ عديدة تحاصر الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، الساعي إلى إحداث حلحلة سياسية وتحريك جمود لأزمة شديدة التعقيد.
جريفيث كان قد أعلن أمس الجمعة، انطلاق مباحثات تبادل المعتقلين بين مليشيا الحوثي الإرهابية وحكومة الشرعية، في جنيف، وطالب طرفي المباحثات بإنهاء المفاوضات وإطلاق سراح المعتقلين بشكل سريع.
تفاعلًا مع ذلك، رحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر باستئناف محادثات تبادل المعتقلين، مؤكدة تقديرها لأي مبادرة إيجابية، وأعربت عن استعدادها تسهيل أي إطلاق سراح للمحتجزين، بمجرد التوصل إلى اتفاق بين الأطراف، وفقًا لدورها كوسيط محايد.
جهود جريفيث نحو الحلحلة السياسية وهي تعطي آمالًا نحو وقف الحرب أو على الأقل منحها استراحةً منتظرة منذ أمد بعيد، إلا أنّ هذه الجهود تحاصر بالعديد من الشكوك.
تعبيرًا عن ذلك، استبعدت مصادر سياسية نجاح مشاورات سويسرا في تحقيق أي جديد بالملف اليمني؛ بسبب غياب أي عوامل لتهيئة المشهد من أجل تسوية سياسية محتملة.
هذه التوقعات تأتي في ظل مؤشرات متزايدة على أن التحولات العسكرية المُتسارعة، ستفرض نفسها في رسم مستقبل الحل النهائي في اليمن، وفق المصادر التي تحدّثت لصحيفة العرب اللندنية قائلةً إنّ الاجتماع جاء نتيجة ضغط من المبعوث الأممي لحلحلة الجمود في مسار السلام، وهو ما يفسر سبب عقد الاجتماع في سويسرا وليس عمان.
وأشارت إلى أنّ السبب الرئيسي في فشل اتفاق تبادل الأسرى، هو إصرار الحوثيين على تسليم معتقلين مدنيين يتم اختطافهم من المنازل، مقابل إطلاق أسرى حرب مقاتلين.
أمام هذا الوضع، فلا يمكن أن تنجح أي جهود أممية لإحلال السلام من دون أن يتم الضغط بشكل حازم وحاسم على المليشيات الحوثية من أجل إجبارها على السير في طريق السلام.
وطوال الفترة الماضية، دأبت المليشيات الحوثية على زرع العراقيل في طريق الحل السياسي، بغية إطالة أمد الحرب إلى أقصى أمد ممكن، باعتبار أنّ هذا الأمر من مصلحتها.
وتبقى الحاجة ملحة للغاية من أجل التوصّل إلى حل سياسي، لا سيّما أنّ الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الحوثية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم، حيث أدّت جرائم المليشيات إلى تفشٍ مرعب للفقر، ودفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.