تحركات دبلوماسية عربية تحاصر الحوثي من بوابة صافر

الأحد 20 سبتمبر 2020 23:52:00
testus -US

اتخذت الدبلوماسية العربية طريقا مغايرا لما كانت تسير عليه في السابق في أعقاب التصعيد الحوثي ضد المملكة العربية السعودية ولم تكتف هذه المرة ببيانات الشجب والإدانة واختارت أن تمارس ضغوطا حقيقية على المليشيات الحوثية من خلال مناقشة أزمة عدم صيانة السفينة (صافر) النفطية لتفادي حدوث كارثة بيئية من جانب وتكثيف الضغوطات الدولية على المليشيات الحوثية في هذا الشأن.

ويأتي التحرك العربي - عبر عقد دورة استثنائية للأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بطلب من المملكة العربية السعودية- بالتزامن مع نشاط سعودي على مختلف المستويات لحصار العناصر المدعومة من إيران، وذلك بعد أن نفذت المملكة جملة من الإجراءات العسكرية والدبلوماسية خلال الأيام الماضية وتمكنت من إرباك المليشيات الحوثية التي تعرضت لخسائر جسمية على مستوى الأموال والعتاد إضافة إلى الخسائر البشرية.

تسعى المملكة العربية السعودية إلى توسيع دائرة مواجهة المليشيات الحوثية بحيث لا تقتصر فقط على الحلول العسكرية، تحديدا وأن هذا الحل لا يواجه بمساندة من قبل الشرعية التي خذلت التحالف العربي وتحالفت مع المليشيات المدعومة من إيران، وبالتالي فإن السعودية عملت على تكثيف اتصالاتها الدبلوماسية مع بلدان محور الاعتدال العربي وهو ما أفرز انعقاد جلسة طارئة على مستوى مجلس وزراء العرب.

يرى مراقبون أن التوافق العربي في جملة من الملفات الإقليمية يدعم مواجهة المليشيات الحوثية على مستوى دبلوماسي أكبر، كما أن الأجواء تبدو الآن مواتية لمواجهة مشروعات إيران في المنطقة وهو ما يدفع المملكة العربية السعودية للتعامل مع الجرائم الحوثية على مستوى عربي أولا ثم حشد الرأي العام الدولي لمجابهتها.

أعلنت الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، اعتزامها عقد دورة استثنائية للمجلس، غدًا الاثنين، عبر تقنية الاتصال المرئي، بطلب من المملكة العربية السعودية لبحث خطر تسرب النفط من الناقلة صافر.

وكشف الأمين العام المساعد - رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير الدكتور كمال حسن علي - عن مناقشة الاجتماع آليات تفعيل القرار رقم 582 الصادر عن مجلس الخاص بالتأكيد على أهمية إيجاد الحل المناسب لتفادي كارثة بيئية جراء عدم صيانة السفينة (صافر) النفطية.

وترسو الناقلة النفيطة قبالة ميناء رأس عيسى النفطي في البحر الأحمر منذ عام 2015، بحمولة تقارب مليونا و140 ألف برميل نفط، فيما ترفض المليشيات الحوثية وصول البعثات الأممية التي كان من المفترض أن تصل إليها لصيانتها، فيما لم تتحرك الأمم المتحدة بالشكل المطلوب لإرغام الحوثي على إنقاذ السفينة.

وكانت المليشيات الحوثية قد أطلقت، أمس السبت، مقذوفا عسكريا من الأراضي اليمنية على قرية في محافظة الحرث بمنطقة جازان السعودية.

وكشفت مديرية الدفاع المدني في جازان، عن إصابة خمسة مدنيين بإصابات طفيفة، وتضرر واجهة أحد الأعيان المدنية المحمي بموجب القانون الدولي الإنساني، وثلاث مركبات مدنية.

وأشارت إلى نقل المصابين الخمسة إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، مؤكدة أن حالتهم الصحية مستقرة.

ومن جانبها نددت منظمة التعاون الإسلامي، باستهداف مليشيا الحوثي الإرهابية المدنيين السعوديين في قرية حدودية بمنطقة جازان السعودية.

واستنكر الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الممارسات الإرهابية الحوثية التي تستهدف الأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي، وشدد على تضامن المنظمة مع المملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية حدودها والمواطنين والمقيمين على أراضيها.

أدان رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي، إطلاق مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مقذوفا عسكريا باتجاه قرية حدودية سعودية في منطقة جازان، وطالب رئيس البرلمان العربي في بيان، اليوم الأحد، الأمم المتحدة بإلزام مليشيا الحوثي بالتوقف عن هذه الأعمال العدوانية الجبانة التي تستهدف المدنيين بالمملكة.

وشدد على تضامن البرلمان العربي التام مع المملكة في كل ما تتخذه لحماية وحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.