صمود الجنوب يخمد نيران الجبهات المشتعلة
رأي المشهد العربي
تدافع القوات المسلحة الجنوبية عن أهالي الجنوب وحدود دولتهم، على امتداد 4 جبهات، في مواجهة أطماع مليشيا الحوثي في جبهة الضالع، وتصعيد الشرعية عبر مليشياتها الإخوانية الإرهابية في محافظة أبين، إضافة إلى استخدام الشرعية عبر قوى إقليمية للتربص بأرخبيل سقطرى، بالتزامن مع تحركات لعناصر إرهابية موالية للشرعية في محافظة لحج.
بالرغم من تعدد الجبهات المشتعلة غير أن القوات المسلحة الجنوبية تحقق نتائج مبهرة على مستوى التصدي للأعمال العسكرية المعادية، إذ أنها نجحت في تحجيم مليشيات الحوثي الإرهابية بجبهة الضالع، وخاضت اشتباكات عنيفة في أكثر من منطقة استراتيجية بالمحافظة، واستطاعت أن تحافظ على تماسكها من دون أن تسمح بتقدم المليشيات المدعومة من إيران، بل أنها في كثير من المرات دفعتها إلى التراجع.
أما في محافظة أبين، فبالرغم من استعانة الشرعية بالتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها (داعش والقاعدة)، فإن القوات المسلحة الجنوبية تمكنت من صد عمليات القصف المتكررة، ودائما ما كانت الاشتباكات تنتهي بخسائر فادحة في معسكر الشرعية، وبالتوازي مع ذلك فإن الجهود الاستخباراتية الجنوبية كانت سببًا في استهداف العديد من الأطقم الإرهابية التابعة للشرعية قبل أن تصل إلى مدينة شقرة.
تكمن أهمية ما تحققه القوات المسلحة الجنوبية في جبهة أبين، أنها تمنع إشعال الأوضاع في محافظات الجنوب إذ أن هدف الشرعية هو الانخراط في اشتباكات عسكرية موسعة تقوض أي جهود لتنفيذ اتفاق الرياض بما يساعدها على تجاوز الاتفاق، أو على الأقل تعديل بنوده لصالحها من خلال تغيير موازين القوى العسكرية على الأرض، وهو ما يفسر تدفق العناصر الإرهابية من تنظيمي داعش والقاعدة على أبين، بشكل شبه يومي.
بجانب جبهة أبين فإن هناك جهود جنوبية لا تقل أهمية في محافظة أرخبيل سقطرى على المستوى الأمني، ووضع المجلس الانتقالي الجنوبي بالتعاون مع التحالف العربي خطة أمنية محكمة لتحصين المحافظة من أي اختراقات إقليمية تستهدف احتلال الأرخبيل وتحويله إلى قواعد عسكرية تخدم أهداف قوى معادية، واستطاعت جهود الجنوب في أن تفرض الهدوء والاستقرار على المحافظة بالرغم من الحملات الإعلامية المستعرة التي تحاول تشويه جهود التحالف والانتقالي الجنوبي بالمحافظة.
إلى جانب الجهود العسكرية الأمنية فإن هناك جهود تنموية لا تقل أهمية في العاصمة عدن يقودها المحافظ أحمد حامد لملس الذي أدخل تغييرات جذرية على مستوى إدارات المحافظة وانخرط في تدشين المشروعات التنموية وأولى أهمية قصوى لتحسين الخدمات بالعاصمة منذ اليوم الأول لتوليه منصبه، بما يساهم في تضييق الخناق على أي مؤامرات تستهدف اختراق العاصمة وإعادتها لمربع الفوضى الذي ظلت فيه طيلة فترات تواجد المجاميع الإرهابية.
يمكن القول بأن صمود الجنوب سواء على المستوى العسكري أو الأمني والإداري أيضًا أستطاع أن يخمد نيران عديدة كانت من الممكن أن تحول محافظات الجنوب إلى كرة لهب مشتعلة بسبب هذا القدر الهائل من المؤامرات والاعتداءات المتكررة، وهو ما يمهد لإنجاح جهود الانتقالي الدبلوماسية للحفاظ على حقوق القضية الجنوبية وتحقيق حلم استعادة الدولة.