في الذكرى السادسة.. الشرعية شريك ضامن لاستمرار العدوان الحوثي
تأتي الذكرى السادسة للحرب التي أطلقت شرارتها المليشيات الحوثية في ظل تغيرات سياسية كبيرة، إذ أن الشرعية التي انقلبت عليها المليشيات الحوثية أضحت في تعاون معها وليس لديها غضاضة في استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن، بل أنها تمضي في تسليم الجبهات واحدة تلو الأخرى من أجل التفرغ لمعاداة الجنوب.
لم يعد خافيًا على أحد أن جهود الشرعية طيلة الستة أعوام الماضية لم ينتج عنها سوى مزيد من التمكين الحوثي، لأن العناصر المدعومة من إيران استطاعت أن توسع نفوذها في الشمال في حين أنها فقدت مواقعها في محافظات الجنوب التي واجهتها ببسالة وشجاعة، وهو ما يجعلنا نتيقن من أن الشرعية أضحت ضامن أساسي لاستمرار العدوان الحوثي.
تسعى المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي لتصحيح الأوضاع الراهنة من خلال اتفاق الرياض والذي تتهرب الشرعية من تنفيذه بكافة الوسائل الممكنة وغير الممكنة، وهو ما يجعل التحالف العربي حريصًا على تنفيذ الاتفاق وتضييق الخناق على مراوغات الشرعية من أجل مواجهة المليشيات الحوثية والضغط عليها من زاوية تفكيك التحالف بينها وبين عناصر الإخوان المهيمنين على الشرعية.
يبذل التحالف العربي جهودًا مضاعفة لإرغام المليشيات الحوثية على الانسحاب من محافظة مأرب بما لا يؤدي لتفريغ جبهات الشمال من قوات الشرعية واتجاهها نحو الجنوب، ما يؤكد على أن مواجهة العدوان الحوثي بحاجة أيضًا إلى مواجهة مليشيات الشرعية والتعامل مع الطرفين باعتبارهما هيئة واحدة.
ولعل ما يبرهن على التوحد السياسي بين الطرفين أن كلًا من وسائل الإعلام الإيرانية والقطرية الداعمتين لكلاهما تجنبتا الإشارة للعدوان الحوثي، وأفردت الأبواق القطرية والإيرانية، وعلى رأسها "الجزيرة" مساحة واسعة لزعيم المليشيات الحوثية الإرهابية عبدالملك الحوثي، ظهر فيها يمجّد العدوان الدامي قبل 6 أعوام، بل يتوعد بخوض 15 سنة قادمة من الحرب، حتى ينقطع النفس، حسب تعبيره.
وعلى مدار سنوات عدة، تسترت حكومة الشرعية وراء حرب زعمت أنّها تخوضها في مواجهة المليشيات الحوثية، وحصلت من وراء ذلك على دعمٍ ربما لم يقدَم لأحد مثلها لكنّ شيئًا لم يحدث.
وكان من المفترض أن تكون المهمة الأولى للحكومة الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، تحرير أراضيها من قبضة المليشيات الحوثية الموالية لإيران، وقد حظيت بالكثير من الدعم في هذا الإطار من التحالف العربي وكذا من أطراف دولية عديدة.
الآن وبعد مرور ست سنوات على الحرب، اتضحت الحقيقة الدامغة، وتبيّن للقاصي والداني أنّ حكومة الشرعية تمارس انبطاحًا كاملًا تُسطّر كلماته الآن مثلًا في محافظة مأرب، الجاري تسليمها للحوثيين، في خطوة إخوانية "قديمة متجددة".