قصف مستشفى الدريهمي.. قراءة في الهجوم الحوثي الغادر

منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دأب هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران على شن العديد من الاعتداءات على المستشفيات، ضمن سلسلة طويلة من الإرهاب الغاشم الذي استهدف القطاع الصحي بشكل كامل.

ففي أحدث هذه الجرائم الغاشمة، شنّت مليشيا الحوثي قصفًا مدفعيًّا على مستشفى الدريهمي المكتظ بالمرضى في جنوب الحديدة.

وفي التفاصيل، قصفت المليشيات الإرهابية المستشفى بقذيفتين، سقطت إحداهما بالقرب من قسم الطوارئ، بينما سقطت الثانية في مدخل المستشفى.

مصادر محلية أكّدت أنّ القصف أسفر عن تدمير سيارة إسعاف للمستشفى، مشددة على عدم وجود أي أهداف عسكرية مجاورة للمستشفى.

هذا الهجوم الإرهابي يُضاف إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي دأبت المليشيات على شنها ضد المستشفيات، وهو ما أدّى إلى تفاقم الأزمة الصحية، لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل الإرهابي على صعيد واسع.

مثل هذه الهجمات الغادرة يمكن القول إنّها أسفرت عن تردٍ كبير في الجانب الصحي، بعدما خرجت أعداد كبيرة من المستشفيات عن الخدمة بسبب هذا الإرهاب الفتاك الذي تمارسه المليشيات.

اللافت أنّ المليشيات الحوثية دائمًا ما تتحجج بأنّ قصف لهذه المناطق يعود لأغراض عسكرية، إلا أنّه سرعان ما تنكشف الحقيقة المؤلمة ويُفتضح أمر استهداف المليشيات للمدنيين وعملها على تعقيد الأوضاع الإنسانية.

ما يُصعِّب من هذه الأوضاع أنّ المليشيات الحوثية غرست بذور بيئة صحية شديدة التردي، بعدما أفسحت المجال أمام تفشي العديد من الأوبئة القاتلة ولم تولِ أي اهتمام بمواجهتها، والأكثر من ذلك أنّها تتعمّد خروج المستشفيات عن الخدمة.