مع اقتراب إتمام عامها الأول.. تحذيرات قوية من تفشي جائحة كورونا بشكل أكبر
حذرت تقارير حديثة حكومات عديدة في العالم من تفشي موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، التي تقترب من استكمال عامها الأول في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وفيما أعلنت العديد من السلطات الصحية في الغرب والشرق عن إعادة العمل بإجراءات الوقاية العامة، ومنها الإغلاق الجزئي أو الكلي، تتصاعد المخاوف من أن تكون الموجة الثانية أقسى من الأولى، نظرا لتزامنها مع بدايات فصل الخريف الذي يأتي عادة مع امراض موسمية مرتبطة بالبرد، مثل الأنفلونزا، وهي ما يجعل من قيام "تحالف" بين كورونا والإنفلونزا أمرا ممكنا.
وفي هذا السياق، كشفت احصاءات صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن تفشي وباء كوفيد-19 يتسارع في العالم حيث تم تسجيل عدد قياسي من الإصابات المعلنة خلال سبعة أيام الأسبوع الماضي بلغ نحو مليونين، وإن تراجع عدد الوفيات.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيانات محدّثة نشرتها في وقت متأخر الاثنين أنه تم تسجيل مليون و998 ألفا و897 إصابة جديد بكورونا المستجد حول العالم في الأسبوع الذي انتهى في 20 أيلول/سبتمبر. وأفادت الهيئة الدولية أن ذلك يمثّل ارتفاعا نسبته 6% عن الأسبوع السابق و"أعلى عدد من الإصابات المسجّلة خلال أسبوع واحد منذ ظهر الوباء".
انضمت أكثر من 60 دولةً غنية باستثناء الولايات المتحدة والصين، إلى الآلية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لتسهيل وصول الدول الفقيرة إلى لقاح ضد فيروس كورونا بحسب لائحة نشرت الإثنين.
وفيما لا تملك العديد من الدول الموارد اللازمة لإنتاج لقاحاتها الخاصة، أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل أسابيع إطلاقها بالتعاون خصوصاً مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)، آلية عالمية للحصول على لقاح ضد فيروس كورونا باسم "كوفاكس".
وطلبت المنظمة أواخر أغسطس (آب) من الدول القادرة على تمويل نفسها بهذا الصدد التعهد بالتزامات صارمة عبر الدخول في هذه الآلية قبل 18 سبتمبر (أيلول)، والبدء بعمليات دفع أولية قبل 9 أكتوبر (تشرين الأول) حداً أقصى.
ويمكن لأكثر من 90 بلداً أو كياناً عائداتها محدودة أو متوسطة الانضمام للآلية فضلاً عن 64 بلداً عائداتها مرتفعة، كما أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان. وتشمل الأخيرة الالتزامات التي قدمتها المفوضية الأوروبية باسم الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى النروج وايسلندا.
والولايات المتحدة التي أعلنت مطلع يوليو (تموز) انسحابها رسمياً من المنظمة، لا ترد في اللائحة. وكذلك الصين التي سجلت فيها أولى الإصابات بفيروس كورونا في ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وعند سؤاله عن سبب غياب الصين عن اللائحة، أجاب المدير العام لـ"غافي" سيث بيركلي خلال مؤتمر صحافي أن "هدف كوفاكس هو العمل مع كل دول العالم"، وأن الحوار سيتواصل مع بكين.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس للإعلام أن "هدفنا هو الحصول على ملياري جرعة من اللقاح بحلول أواخر عام 2021. وقد تشجعنا لرؤية عدد كبير من الدول تنضم إلى آلية كوفاكس".
وتبدأ منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بتوقيع اتفاقات رسمية مع مصنعي اللقاحات بهدف الحصول على الجرعات المطلوبة "من أجل وضع حد للمرحلة الحرجة من الوباء بحلول أواخر عام 2021"، كما أكدت المنظمة في بيان.
وكوفاكس جزء من آلية دولية أنشأتها الأمم المتحدة لتسريع الوصول العادل إلى كل وسائل مكافحة وباء كوفيد-19. ولم تتلق الأمم المتحدة سوى ثلاثة مليارات دولار من 38 ملياراً مطلوبة لتمويل الآلية.