سلاح الضغوط.. هل تنجح واشنطن في كبح جماح الإرهاب الحوثي؟

الجمعة 25 سبتمبر 2020 12:15:53
testus -US

تُشهر الولايات المتحدة الأمريكية، سلاح الضغط السياسي على المليشيات الحوثية، أد أذرع إيران الخبيثة في المنطقة، أملًا في إحداث هدوء لا يسبق العاصفة لكن من أجل أن يكون بادرة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة.

أحدث الضغوط التي مارستها واشنطن تمثّلت في سلسلة طلبات قدّمتها السفارة الأمريكية في اليمن لمليشيا الحوثي، حيث دعت لإيقاف فوري لهجماتها الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية، وإنهاء هجومهم على مأرب.

السفارة الأمريكية شدَّدت في تغريدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، على ضرورة امتناع المليشيات الحوثية عن معاملتها المشينة للصحفيين ونشطاء المعارضة ويهود اليمن، والتراجع عن إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الأممية والإنسانية.

ودعت إلى التوقُّف عن سياسة الوقوف على حافة الهاوية البيئية، داعيةً إلى السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة صافر قبل حدوث تسرب نفطي أو انفجار يجلب المزيد من الكوارث البيئية والإنسانية لليمن.

لا يُعرف إن كانت مثل هذه الدعوات يمكنها أن تُحدِث تغييرًا جوهريًّا في المشهد، لكن خطوة تشبه خطوات أخرى أقدمت عليها الولايات المتحدة عبر أجهزتها الدبلوماسية الرسمي، من أجل الضغط على المليشيات الحوثية بغية التوقّف عن السير في طريقها العبثي، والعمل على وقف الحرب.

وهذا الأسبوع أيضًا، طالبت وزارة الخارجية الأمريكية، بوقف هجمات مليشيا الحوثي على حدود المملكة العربية السعودية، وقالت - في بيان - إنّ هجوم المليشيات الحوثية المدعومة من إيران على مأرب تسببت في نزوح مليون شخص.

ودعت الخارجية الأمريكية، المليشيات لوقف ما وصفته بمعاملتها المهينة للصحفيين والمعارضة، مجددة دعمها جهود المبعوث الأممي باليمن، وشددت على ضرورة سماح الحوثيين الإرهابيين للفريق الأممي بمنع كارثة تسرب النفط من الخزان العائم "صافر".

ممارسة مثل هذه الضغوط على الحوثيين تحمل أهمية كبيرة فيما يتعلق بمحاولة إجبار المليشيات الحوثية على السير في طريق السلام.

ولا يمكن اعتبار هذه المهمة أمرًا بسيطًا، لا سيّما أنّ بقاء المليشيات الحوثية مرتبطٌ بشكل رئيس مع استمرار الحرب على وضعها العبثي الراهن.

تأكيدًا لذلك، جاء اتفاق السويد ليفضح خبث نوايا الحوثيين، فعلى الرغم من أنّ هذه الخطوة نُظر إليها بأنّها خطوة أولى على طريق السلام والاستقرار، إلا أنّ المليشيات أفشلت هذا المسار عبر خروقاتها التي تخطّت الـ15 ألف انتهاك.

ويبدو أنّ المرحلة المقبلة تستلزم ممارسة الكثير من الضغوط على المليشيات الحوثية ومن ورائها إيران، من أجل التوصّل إلى مسار سياسي ملزم، يقوم على وقف الحرب التي بلغت وضعًا لا يُطاق على الإطلاق.