صافر والتعنت الحوثي الجديد.. المليشيات تقص شريط الانفجار
يبدو أنّ المليشيات الحوثية أفسحت المجال أمام ذلك الانفجار المدمر الذي يرعب المنطقة برمتها بالنظر إلى آثاره التي قد يكون لا مثيل لها.
الحديث عن ملف خزان صافر الذي يتضمّن كمًا كبيرًا من التعنت، وقد دخل هذا التعنت مرحلةً جديدةً بالحديث عن رفض حوثي لعرضٍ قدّمته المليشيات الحوثية بشأن تلافي كارثة الخزان النفطي العائم قبالة ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة.
وفي التفاصيل، قالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ الأمم المتحدة عرضت إرسال سفينة لتفريغ حمولة خزان صافر لتفادي أي تسرب نفطي من شأنه أن يدمر الحياة البحرية في منطقة البحر الأحمر.
العرض الأممي جاء بعد شروط الحوثيين المعرقلة لوصول فريق خبراء الأمم المتحدة إلى خزان صافر، غير أنَّ المليشيات رفضت العرض الجديد، بشروط جديدة بشأن مصير شحنة النفط الخام.
في سياق متصل، وفي معلومات تقود إلى قلق هائل، كشفت مصادر مطلعة أنّ أنبوب التصدير الذي كان يستخدم لضخ الخام من الخزان العائم صافر إلى الناقلات، انقطع حاليًا بفعل الرياح والأمواج إلى نصفين.
هذه التحركات المتسارعة تتزامن مع خطوة سعودية حوت الكثير من القلق، بعدما بعثت المملكة برسالة إلى مجلس الأمن الدولي، بشأن رصدها "بقعة نفطية" على مسافة 50 كيلومترًا إلى غرب ناقلة النفط صافر الراسية قبالة مرفأ رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر.
وفي التفاصيل، أبلغ السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، مجلس الأمن الدولي، في رسالة أن خبراء رصدوا انفصال أنبوب متصل بالسفينة عن الدعامات التي تثبته في القاع، وحذّر من أن الناقلة "صافر" وصلت إلى حالة حرجة، مشددا على أن الوضع يشكل تهديدًا خطيرًا لكل الدول المطلة على البحر الأحمر، مطالبًا بعدم ترك الوضع الخطير دون معالجة.
في أعقاب ذلك، دعا مجلس الوزراء العرب لشؤون البيئة، خلال عقده دورة استثنائية، إلى إيجاد الحل المناسب لتفادي كارثة بيئية جراء عدم صيانة السفينة "صافر"، فيما طالبت المملكة جميع الدول العربية والإقليمية المطلة على البحرين الأحمر والمتوسط بالإسهام والتنسيق بخصوص احتمالية وقوع كارثة بيئية يكون التعامل معها بحسب خطط الاستجابة وآليات التعامل مع الكوارث البحرية المعمول بهما.
ويقع خزان صافر في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب.
ومنذ عدة سنوات، تمارس المليشيات الحوثية تعنتًا خبيثًا يتمثّل في عدم إجراء صيانة لازمة للخزان النفطي ما ينذر بكارثة بيئية، في خطر يُهدِّد المنطقة والعالم في ظل نداءات عديدة تحذر من انفجار الناقلة المتهالكة، ومن التسرب بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر.