الحوثي يقنن سرقة المساعدات لتلافي العقوبات الدولية

الاثنين 28 سبتمبر 2020 00:52:00
testus -US

تسعى المليشيات الحوثية إلى تقنين سرقة المساعدات من خلال اشتراطها الحصول على 50% من إجمالي المعونات التي تقدمها المنظمات الإغاثية إلى المواطنين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، في محاولة لتلافي أي عقوبات دولية عليها في ظل الاتهامات الموجهة إليها من منظمات عديدة بسرقة مساعداتها.

وتحاول المليشيات الحوثية أن تبرئ نفسها من تهمة توقف الإمدادات الاغاثية إلى اليمن وتلقي التهمة في جعبة المنظمات التي ترفض هذه الاشتراطات وتعتبرها سرقة مقننة للقوافل التي تقدمها، وهو ما يهدد بكارثة إنسانية حال توقفت المساعدات الواردة إلى البلد الذي يعاني أسوء أزمة إنسانية في العالم.

وخلال هذا الأسبوع شكا العديد من العاملين في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من الإجراءات الحوثية الرامية إلى مقاسمة سلال الغذاء التي يتم توزيعها من قبل البرنامج على المحتاجين في مديرية المتون بمحافظة الجوف.

يرى مراقبون أن سرقة المساعدات تحقق أكثر من هدف للمليشيات الحوثية فهي من ناحية تساهم في زيادة مواردها المالية بفعل بيعها في السوق السوداء بأسعار باهظة، كما أنها تزيد من الأوضاع الإنسانية المأساوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، هو ما يجعل المواطنين ينشغلون بأوضاعهم الصعبة من دون أن يكون لديهم القدرة على مواجهة جرائم المليشيات بحقهم.

سلطت صحيفة "الشرق الأوسط"، الضوء على استمرار وضع مليشيا الحوثي عراقيل جديدة؛ لمنع توزيع المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبّينت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأحد، أن مسلحي المليشيات الحوثية اشترطوا من أجل السماح بتوزيع المساعدات، الحصول على 50% من إجمالي المعونات.

ونوهت إلى أن بعض البرامج اضطرت لوقف صرف الإغاثة المخصصة للمستفيدين، حتى تتوقف المليشيات عن ابتزازها، كما دفع تعسف المليشيات الحوثية برنامج الغذاء العالمي لوقف صرف الإغاثة المخصصة لنحو ألف مستفيد كان من المقرر توزيعها الأحد الماضي.

وطيلة الأعوام الماضية لم تكتفِ المليشيات بنهب المدنيين بمناطق سيطرتها، بل توسعت في ذلك لتطال انتهاكاتها المنظمات الدولية الإغاثية والإنسانية والصحية، من خلال سلسلة من حملات الابتزاز والتعسف وتضييق الخناق عليها، بغية التحكم بطبيعة أعمالها ونهب أموالها ومساعداتها المقدمة لليمنيين الأشد فقرا.

وتلقّت منظمات إغاثية معلومات وتقارير ميدانية، في الفترة الماضية، عن حجم العبث والنهب والتلاعب الذي يمارسه الحوثيون بالمساعدات والمعونات الطبية المقدمة في محافظة صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة المليشيات.

وتندرج الجرائم الحوثية ضد المنظمات العاملة في مجال العمل الإغاثي ضمن الخطة الخبيثة التي تنفّذها المليشيات الموالية لإيران من تضخيم الأزمة الإنسانية على صعيد واسع، وتوثّق تقارير أممية ودولية حجم المآسي الكبيرة التي نجمت عن الحرب الحوثية، حتى صُنف اليمن كأسوأ بلد يعاني أزمة إنسانية على مستوى العالم.