إدانة جنوبية واسعة لاغتيال العلامة بن سميط والمشهد العربي يرصد أبرز ردود الأفعال
أثارت حادثة اغتيال العلامة الحبيب عيدروس بن عبدالله بن سميط يوم أمس الجمعة في منزله بمدينة تريم استياء كل أبناء حضرموت والجنوب بشكل عام ولاقت تنديدا شعبيا ورسميا كبيرا وسط حسرة وألم على استمرار استهداف الرموز الدينية الجنوبية.
وغرد معظم قيادات وابناء الجنوب على مواقع التواصل الاجتماعي منددين بالحادثة الاجرامية المروعة والعمل الجبان الذي نفذه مسلحون مجهولون بحق الحبيب بن سميط ،معتبرين أن ذلك يعد استمرارا لمسلسل استهداف رجال الدين في كل محافظات ومدن الجنوب .
وندد المجلس الانتقالي الجنوبي الأعلى بعملية الاغتيال واصفا إياها ب"البشعة والشنعاء" متوعدا بأخذ الثأر للشهيد وكل الشهداء الذين طالتهم أيادي الغدر والارهاب
جاء ذلك في تغريدة لنائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الأعلى الشيخ هاني بن بريك الذي قال: "ان اغتيال الشيخ عيدروس بن عبدالله بن سميط – رحمه الله – جريمة شنعاء في مسلسل جرائم أعداء الجنوب الذين يريدون إغراقنا في الفوضى والإخلالات الأمنية ليتحقق لهم مشروعهم الفاسد في الجنوب".
وتوعد بن بريك منفذي الجريمة البشعة قائلا: "سنأخذ بحقه وحق الذين اغتالتهم أيادي الغدر بضربنا للإرهاب ومن يقف خلفه حضرموت".
من جانبه أدان المجلس الانتقالي بمحافظة حضرموت الحادثة مطالبا بالعمل الفوري على حل قوات المنطقة الأولى وتشكيل قوات نخبة حضرمية في الوادي والصحراء
وقالت القيادة المحلية لانتقالي حضرموت في بيان صادر عنها أنهم في القيادة المحلية وإزاء تكرار جرائم الاغتيالات يجددون مطالبتهم بالعمل الفوري على تشكيل قوات نخبة حضرمية تحل محل قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي فشلت فشلا ذريعا في التصدي لظاهرة الارهاب وحماية أرواح المواطنين ، مؤكدين بانه قد حان الوقت ليتسلم أبناء وادي وصحراء حضرموت إدارة الملفين الأمني والعسكري، فهم الأجدر و الأقدر على حفظ أمنهم وحماية أرواحهم .
ودعا البيان أبناء حضرموت كافة إلى هبة شعبية وتنظيم فعاليات احتجاجية في كل مناطق المحافظة، تندد بالارهاب وجرائمه وترفض الفكر المتطرف الدخيل على حضرموت المعروفة بمدرستها الدينية الوسطية.
وكان محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني قد تعهد بالقبض على مرتكبي جريمة الحبيب بن سميط.
وكتب البحسني عبر صفحته الرسمية بموقع تويتر: "نعاهدكم بأننا سنعمل مع كل المخلصين للقبض على مرتكبي هذه الجريمة النكراء، وكل من عاونهم وتستر عليهم وتقديمهم للعدالة".
الى ذلك قال دولة رئيس الوزراء الاسبق المهندس خالد بحاح ان المساس بالعلماء هو استهداف للعمق الحضرمي والوسطية التي عرفت بها .
وأضاف المهندس خالد بحاح "امّا ان يتم اغتيال احدهم فهي خطوة خطيرة تستدعي حالة استنفار مجتمعي لكي تكون النخبة لكل حضرموت وتحفظ البلاد والعباد
وبدوره أعتبر الأستاذ عبدالعزيز المفلحي مستشار رئيس الجمهورية أنه باغتيال الشيخ العلامه بن سميط خسر الوطن خسارة كبيرة باعتباره أحد أبرز شيوخ الدين من أصحاب المناقب الحميدة الذين جسدوها خلال مسيرة حياتهم الحافلة بالعطاء والدعوة للفكر الوسطي والمعتدل، بعيداً عن العنف والتطرف والغلو.
وأعرب المفلحي عن إدانته واستنكاره للجريمة الغادرة والجبانة التي راح ضحيتها الحبيب بن سميط، والتي ارتكبتها تلك الجماعات بدم بارد وبدون وازع ديني ولا ضمير أخلاقي وبعيدة كل البعد عن أخلاقيات وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف القائم على الوسطية والاعتدال.
ونعى الداعية والعلامة الحبيب علي زين العابدين بن عبدالرحمن الجفري الشيخ عيدروس بن عبد الله بن علي بن سميط ووصف قاتله بالخارجي الذي اقتحم على الحبيب حجرته المجاورة لغرفة الاستقبال وأطلق عليه الرصاص وهو في مصلاه فأرداه قتيلًا على سجادته أمام زوجته وهي على سجادتها.
واضاف الحبيب الجفري :جرائم خوارج العصر هؤلاء لا تزيدنا إلا همة وعزمًا على بيان انحرافهم وضلالهم، كما تزيدنا يقينًا بأنهم الذين حذّرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم وبيّن أنهم الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
وفي ذات السياق وفور سماع خبر اغتيال العلامة عيدروس بن سميط انفجر أبناء الجنوب على مواقع التواصل الاجتماعي غضبا وغيضا مطالبين بتسليم وادي حضرموت لقوات النخبة.
وأعتبر ناشطون جنوبيون أن معظم عمليات الإغتيال والقتل في حضرموت تحدث في الوادي ، والذي تتواجد فيه قوات المنطقة العسكرية الأولى والتي أغلب قيادتها وافرادها شمالية وموالية لعلي محسن الأحمر الجناح العسكري في إخوان اليمن ،مجددين مطالبهم بانتشار قوات النخبة في كل مناطق واجزاء حضرموت.
وأطلق الناشطون الجنوبيون يوم الجمعة هاشتاغ #النخبة_لكل_حضرموت في إشارة إلى قوات النخبة الحضرمية التي حققت نجاحات كبيرة خلال الفترة الماضية وساهمت في تثبيت الأمن والاستقرار عقب تمكنها بإسناد من التحالف العربي من تحرير مدن ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الذي كان يحتلها.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي هاني مسهور في إحدى تغريدات الهاشتاج إلى أنه “قبل احتلال ساحل حضرموت في ٢٠١٥م اغتيل الشيخ علي بن سالم باوزير في غيل باوزير وشخصيات أمنية وعسكرية وذات ما جرى في الساحل يجري في وادي حضرموت باستهداف العلماء والكوادر الأمنية”.
** خاص بموقع المشهد العربي