صبر الانتقالي قارب على النفاد
رأي المشهد العربي
أبدى المجلس الانتقالي الجنوبي التزامًا دقيقًا باتفاق الرياض وقدم جميع الدلائل والبراهين التي تؤكد رغبته في المضي قدمًا في تنفيذ بنوده السياسية والعسكرية، بل إنه صبر كثيرًا على مراوغات الشرعية التي حاولت زحزحة موقفه الثابت من الاتفاق، غير أن الأوضاع لم تتحرك على الأرض باستثناء قرار تعيين محافظ عدن، وهو ما تطلب وضع النقاط فوق الحروف وظهر ذلك من خلال بيانات الانتقالي التي أصدرها خلال الأيام الماضية.
طالب الانتقالي خلال الاجتماع الدوري لهيئة رئاسة المجلس، أمس الأحد، التحالف العربي بضرورة إسراع حكومة الشرعية في الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتنفيذ اتفاق الرياض، ودعا الاجتماع إلى تسليم رواتب العسكريين الجنوبيين، وإيجاد معالجة شاملة للملف قبل نهاية الشهر الجاري، ووقف التصعيد العسكري والتحشيد المتواصل لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية في جبهة شقرة.
بيان الانتقالي الأخير جاء بعد أيام من تسليمه التحالف العربي الخطط اللازمة لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض، وخطط فصل القوات ونقلها من أبين إلى الجبهات، ونبه الانتقالي خلال خطاب التسليم إلى أن تعطيل تشكيل حكومة المناصفة وآلية تسريع اتفاق الرياض المعلنة، يعد استمرارًا لسياسة العقاب الجماعي تجاه محافظات الجنوب.
هدف المجلس الانتقالي من خلال تلك التحركات التأكيد على أن صبره قارب على النفاد وأن التزامه ببنود الاتفاق واعتماده على سياسية النفس الطويل في مواجهة ممارسات الشرعية لا يعني الرضوخ لإرهاب الشرعية الذي يأخذ في التصاعد شيئًا فشيئًا في أبين وشبوة ووادي حضرموت، وبالتالي فإن الانتقالي أكد لجميع الأطراف أنه يفطن جيدًا لكل ما تحيكه الشرعية على الأرض ولن يسمح بالالتفاف مجددًا إلى ما جرى التوصل إليه من تفاهمات.
يستهدف المجلس الانتقالي الثبات على موازين القوى السياسية والعسكرية التي جرى على أساسها توقيع اتفاق الرياض، وعبرت خطاباته الأخيرة عن أنه في جعبته الكثير من الأوراق التي من الممكن أن يستخدمها حال نفاد صبره جراء توالي جرائم الشرعية، سواء كانت تلك الأوراق سياسية أو اقتصادية أو شعبية في ظل التأييد الشعبي الجارف للمجلس والذي عبرت عنه الفعاليات السابقة.
استخدام المجلس الانتقالي لغة خشنة في خطاباته الأخيرة يؤكد أن المجلس استنفد جميع وسائل الدبلوماسية التي كان من المفترض أن تؤدي إلى تنفيذ بنود الاتفاق على الأرض، وبالتالي فإن الأمر أضحى بحاجة إلى مزيد من ضغوطات التحالف العربي على الشرعية من أجل إرغامها على الانصياع للاتفاق وبنوده، بما لا يترك مساحة لجماعة الإخوان الإرهابية المهيمنة على الشرعية للعبث بالاتفاق وتجاوزه.
وتتزامن تحذيرات الانتقالي الجنوبي مع تسارع خطى التقارب العلنية بين مليشيات الحوثي والإخوان برعاية قطرية، وتداعياته الوخيمة على الأمن القومي الجنوبي والعربي، ما يستوجب إنهاء تكتيك الشرعية لإطالة أمد التفاوض حول تنفيذ اتفاق الرياض.