وفاق الحوثي والشرعية يعرقل خطوات السلام
رأي المشهد العربي
لا يمكن الحديث عن سلام شامل ونهائي في اليمن طالما أن هناك توافقًا بين المليشيات الحوثية وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي المهيمن على الشرعية، لأن كلا الطرفين لديهما هدف واحد وهو إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة تنفيذًا لرغبات قوى إقليمية معادية تشترك في تمويل الطرفين، ولعل الوساطة القطرية الأخيرة في مأرب بين الطرفين تبرهن على ذلك.
هناك حالة إيجابية تطغى على أوساط مختلفة في أعقاب التوقيع على اتفاق تبادل الأسرى بين الشرعية والحوثي، غير أن ما تُقدم عليه المليشيات الحوثية الإرهابية على أرض الواقع يبرهن على أنها ليست ساعية للسلام، لأن توقيعها الاتفاق جاء بالتزامن مع تصعيد عسكري كبير في محافظة الحديدة التي شهدت على مدار اليومين 110 خرقًا للهدنة بحسب رصد القوات المشتركة.
ثمة أسباب عديدة تجعل السلام صعبًا للغاية في ظل هذه الأوضاع لأن المليشيات الحوثية لن تلجأ إلى السلام طالما أنها لا تتعرض لضغوطات قوية على الجبهات تدفعها لأن تقدم مزيدًا من التنازلات، فهي تدرك أن عناصر جيش الشرعية لن يحققوا انتصارات عليها لتفرغهم لمعاداة الجنوب، إلى جانب أن المليشيات الحوثية استطاعت أن تبرم العديد من التفاهمات مع قوات الجيش اليمني التي أضحت خاضعة لمليشيات الإخوان والعناصر الإرهابية التي لديها إرث قديم من التعاون بينها وبين الحوثيين.
تعتمد الشرعية ومليشيات الحوثي على الأجندة القطرية التي تفرض تقاسم الطرفين للسلطات في الشمال والجنوب، ما ينفي الحاجة إلى التوصل لاتفاق سلام بينهما، يُلزمهما بإيقاف معارك صورية، الهدف منها فتح ثغرات جديدة للجبهات مع الجنوب.
السبيل الوحيد نحو التوصل لاتفاق سلام شامل ونهائي يتمثل في تنفيذ بنود اتفاق الرياض على الأرض، لأن الاتفاق سيضع حدًا للعلاقة المشبوهة بين الشرعية والحوثي وستكون الحكومة الجديدة غير خاضعة لسيطرة المليشيات الإخوانية وبالتالي فإن قرارها لن يكون مختطفًا بيد قوى إقليمية معادية كما هو الحال الآن، كما أن تنفيذ الاتفاق يشكل بداية لتصحيح الأوضاع العسكرية وسيكون للجنوب أدوار أكبر في مواجهة المليشيات الحوثية، إضافة إلى أن الشرعية في تلك الحالة ستصوب سلاحها وهو ما يشكل ضغطًا حقيقيًا على العناصر المدعومة من إيران ويدفعها للجنوح إلى السلام.