مباحثات سعودية - أمريكية.. مساعٍ لحلحلة اتفاق الرياض (قراءة)
جهودٌ سياسية جديدة تُبذل من أجل وضع اتفاق الرياض على الطريق الصحيح، عملًا على إنجاح هذا المسار الذي يُشكِّل هدفًا استراتيجيًّا فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
الحديث عن مباحثات سعودية أمريكية، عقدها سفير المملكة لدى اليمن محمد بن سعيد آل جابر مع القائم باعمال سفارة المملكة المتحدة لدى اليمن سيمون سمارت.
وقال بيانٌ صادرٌ عن السفارة السعودية، اطلع عليه "المشهد العربي"، إنّه تمّت مناقشة التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق الرياض والتأكيد على أهمية التنفيذ، ودعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن في مقترحه بشأن الإعلان المشترك.
هذه الجهود السياسية تهدف إلى محاولة وضع المسار على الطريق الصحيح، بعد مرور نحو 11 شهرًا على توقيع الاتفاق، إلا أنّه لم يعرف طريق النجاح بسبب الخروقات المتواصلة التي دأبت حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا على ارتكابها لبنود الاتفاق.
ومنذ توقيع الاتفاق، أبدى الجنوب التزامًا كاملًا على الصعيدين السياسي والعسكري بالنظر إلى أهميته الاستراتيجية الكبيرة فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.
وقبل أيام، أعلنت الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، تسليم التحالف العربي الخطط اللازمة لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض، وخطط فصل القوات ونقلها من أبين إلى الجبهات.
وقالت الإدارة إنّ جميع المشاورات المتعلقة بتنفيذ الاتفاق تجري عبر قنوات رفيعة ومسؤولة برعاية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقالت إن المجلس الانتقالي يطالب دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الراعية لاتفاق الرياض باتخاذ موقف حازم تجاه المعرقلين لهذا المسار.
وأشارت إلى أنّ تعطيل تشكيل حكومة المناصفة وآلية تسريع اتفاق الرياض المعلنة، يعد استمرارًا لسياسة العقاب الجماعي تجاه محافظات الجنوب.
أمام هذا الالتزام الجنوبي الكامل، فإنّ حكومة الشرعية دأبت على ارتكاب خروقات رمت إلى محاولة إفشال هذا الاتفاق، عملًا على المحافظة على النفوذ الإخواني المهيمن على الشرعية، وهو نفوذٌ يستأصله الاتفاق.
ولم تتوقّف المليشيات الإخوانية عن ارتكاب صنوف واسعة من التصعيد العسكري ضد الجنوب، على النحو الذي فضح خبث الشرعية وعملها على إفشال الاتفاق.
ومع استمرار الخروقات الإخوانية، فإنّ الجنوب أبدى التزامًا كاملًا وضبطًا للنفس سواء سياسيًّا أو عسكريًّا، لكنّه استخدم في الوقت نفسه حقه الأصيل في الدفاع عن أراضيه من عبث الشرعية وإرهابها.
وبات واضحًا أنّ نجاح اتفاق الرياض أمرٌ بات مرهونا بممارسة كثيرٍ من الضغوط على حكومة الشرعية لإجبارها على احترام هذا المسار، ذي الأهمية الاستراتيجية في ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.