خلافات محمد علي والمشاط.. حوثيان يتصارعان على النفوذ
لا تزال الحرب الملتهبة التي تدور رحاها بين القياديين الحوثيين مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي، دائرة على صعيد واسع، ضمن سلسلة طويلة من صراعات الأجنحة التي تضرب معسكر المليشيات من الداخل.
مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي، يواصل العمل على تقليص نفوذ منافسه محمد علي الحوثي في حكومة المليشيات غير المعترف بها.
ومن أجل تحقيق هذا الغرض، قرر المشاط تعيين خمسة وزراء في حكومة المليشيات بما يسمى مجلس إدارة المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي أنشأته المليشيات للسيطرة على المساعدات المقدمة من المنظمات الأممية والدولية، والذي يرأسه القيادي أحمد حامد (أبومحفوظ)، المعين من المليشيا في منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ويعد أبرز القيادات في جناح محمد الحوثي.
واستخدم المشاط اثنين من أسرة الحوثي، لمواجهة منافسه محمد علي الحوثي وهما (يحيى بدر الدين الحوثي وزير التربية، وعبدالكريم الحوثي وزير الداخلية).
وسبق أن وجّه الوزير يحيى الحوثي انتقادات علنية لفساد القيادي النافذ أحمد حامد وما يمارسه المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية من ابتزاز للمنظمات العاملة في المجال الإنساني والإغاثي , وكذا تأخير توزيع المواد الغذائية حتى انتهاء صلاحيتها ومن ثم اتهام المنظمات بتقديم غذاء فاسد واستغلال قناة المسيرة في الترويج لاتهاماتهم.
وردًا على ذلك، مكث وزير التربية الحوثي في صعدة، ورفض الاستمرار في مهامه، قبل أن يقنعه المشاط منذ أكثر من شهر بالعودة، ليعينه اليوم مع عمه عبدالكريم الحوثي.
وعيّن المشاط، الحوثيَين يحيى وعبدالكريم لاختراق هذا المجلس الذي يعد من أهم المرافق التي تتسابق عليها قيادات المليشيات، لما يدره عليها من مبالغ بالعملة الصعبة، التي تأتي من ابتزاز المنظمات بمسميات التسهيلات وفرض قيادات مقربة في المشاريع المنفذة.
كل هذه التطورات المتسارعة تندرج في إطار الحرب التي تدور رحاها بين المشاط والحوثي، وهي حربٌ مشتعلة منذ فترة طويلة، ويتصارع فيها الاثنان على كسب النفوذ والمصالح.
وكان مهدي المشاط قد استطاع في وقتٍ سابق، أن يزيح عددًا من القيادات المحسوبة على محمد الحوثي من المناصب الإيرادية، حيث أطاح برئيس مصلحة الضرائب هاشم الشامي ومدير شركة النفط بصنعاء ياسر الواحدي, وعين أحمد الشوتري للضرائب وعمار الأضرعي للنفط.
ولفترة طويلة، ظلّ المشاط يشكو عرقلة توجهاته وأوامره من قبل القيادات الحوثية المحسوبة على محمد الحوثي, حتى أعطاه زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي الضوء الأخضر للقيام بعمليات إقالة.
استعار الخلافات بين الحوثي والمشاط أمرٌ يندرج في إطار صراعات الأجنحة التي تضرب الحوثيين في مقتل، وتبشِّر بقرب انهيار هذا الفصيل الإرهابي إذا ما تصاعدت حدة هذه الخلافات.