خروقات الحوثي.. رصاص المليشيات ينسف جهود المبعوث
رسائل خبيثة تصر المليشيات الحوثية على توجيهها، عبر اعتداءات غاشمة تنال كثيرًا من المدنيين، تعبِّر عن مساعي هذا الفصيل الإرهابي لإطالة أمد الحرب.
ولا تتوقّف المليشيات الحوثية عن شن اعتداءات تفضح خبث نواياها، ففي الساعات الماضية ارتكبت المليشيات 54 خرقًا للهدنة الأممية، بمختلف أنحاء جنوب محافظة الحديدة.
ووثقت وحدة الرصد التابعة للقوات المشتركة، خروقات مليشيا الحوثي في مديريات حيس والتحيتا ومناطق شرق مدينة الصالح.
وشملت الخروقات أعمالًا عدائية استهدفت المدنيين، عبر عمليات قصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
الخروقات الحوثية المتواصلة في جبهة الحديدة تبعث من خلالها المليشيات برسائل تؤكّد خلالها مساعيها الخبيثة نحو إطالة أمد الحرب.
اللافت أنّ مثل هذه الاعتداءات تتصاعد وتكثر في أي وقت يتم فيه الحديث عن جهود أممية تُبذَل من أجل إحداث حلحلة سياسية في اليمن.
ففي تطورات سياسية، أظهر المبعوث الأممي مارتن جريفيث استنادًا على الضغوط الدولية خاصةً الأوروبية، من أجل تنفيذ خطته في اليمن، في وقتٍ يرى فيه الكثيرون أنّ مثل هذه الضغوط تحمل أهمية كبيرة من أجل أن تقبل الأطراف بمسودة الإعلان المشترك التي قدمها المبعوث؛ لإنهاء النزاع.
وخطة جريفيث للحل الشامل التي يناقشها حاليًا مع الأطراف، تركز على التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل، والاتفاق على تدابير إنسانية واقتصادية، واستئناف عملية السلام.
كما تضمَّنت المبادرة الأممية، في الجانب العسكري، تكرارًا لنموذج اتفاق وقف إطلاق النار في الساحل الغربي، بتشكيل لجنة تنسيق عسكري برئاسة الأمم المتحدة، ومشاركة ممثلين عسكريين من طرفي الاتفاق لتتولى مراقبة وقف إطلاق النار.
هذا التزامن ربما يحمل رسالة واضحة وصريحة من المليشيات الحوثية على أي جهود أو مساعٍ يبذلها جريفيث، بأنّ مصيرها سيكون "الإفشال" المتعمد.
أمام الوضع المعقد والمربك، فإنّ التعويل في المقام الأول يقوم على أن تلعب الأمم المتحدة دورًا حيويًّا فيما يتعلق بالضغط على المليشيات من أجل إجبارها على احترام مسار السلام ووقف الاعتداءات على المدنيين.