استمرار عمليات التحرير في البيضاء وتخوم العاصمة والساحل الغربي
«الشرعية» تطلق عمليتين عسكريتين لاستكمال تحرير صعدة وحجة
أطلقت قوات الجيش اليمني بمساندة التحالف العربي عمليتين عسكريتين في مديرية رازح في صعدة ومديرية حرض في حجة للوصول إلى مواقع جديدة واختراق جبهات ميليشيات الحوثي الإيرانية، فيما أكد قيادي في جبهات نهم بالعاصمة صنعاء لـ«الإمارات اليوم» وصول الجيش إلى تخوم مديرية أرحب من جهة ميمنة الجبهات، بينما استمرت عمليات التحرير في البيضاء وتخوم العاصمة والساحل الغربي.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية في جبهات صعدة إطلاق الجيش اليمني مسنوداً بالتحالف العربي عملية عسكرية واسعة لاستكمال تحرير مديرية رازح الحدودية مع السعودية، مشيرة إلى أن العملية تشارك فيها وحدات من اللواءين السادس والسابع حرس حدود، بإسناد مباشر من مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي.
وكانت قوات الجيش في المنطقة العسكرية السادسة، التي تنضوي تحتها صعدة، أكدت قبل أيام قرب فتح جبهات جديدة باتجاه معقل الميليشيات الانقلابية في صعدة والوصول إلى مركز المحافظة ومديرية حيدان، حيث يختبئ زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في أحد كهوف منطقة مران التابعة للمديرية.
وأفادت المصادر بأن الجيش اقترب كثيراً من منطقتي شعيب والحجلة بمديرية رازح، اللتين شهدتا قصفاً مكثفاً على مواقع الميليشيات من قبل المدفعية السعودية ومقاتلات التحالف، تمهيداً لتقدم الجيش لتحريرهما، فيما شهدت المديرية قصفاً جوياً من قبل التحالف استهدف مناطق متفرقة، وقد أدى إلى شل حركة الميليشيات وقطع طرق إمدادهم، وخلفت في صفوفهم قتلى وجرحى.
وشهدت صعدة عمليات عسكرية للجيش في جبهات باقم وكتاف، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات متفرقة على مواقع الميليشيات الانقلابية في منطقة آل مجدع بمديرية باقم، وأخرى على تجمع لهم في مزرعة بالمديرية ذاتها، كما استهدفت بتسع غارات رتلاً عسكرياً للانقلابيين في منطقتي طيبة الاسم والقذاميل بمديرية كتاف، خلفت قتلى وجرى، إلى جانب تدمير وإعطاب عدد من آلياتهم العسكرية بينها ثلاث دبابات.
وفي الجوف، تمكنت قوات الجيش بمساندة التحالف من تحرير مناطق جديدة في مديرية برط العنان المحاذية لصعدة من الجهة الشرقية، وفرضت سيطرتها على قرى ومواقع عدة في منطقة آل جعيد بعد معركة عنيفة خاضتها ضد الميليشيات، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثي.
وفي حجة، بدأت قوات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة مسنودة بالتحالف العربي عملية عسكرية لاستكمال تحرير مديرية حرض الحدودية مع السعودية من جهة منفذ الطوال، والتي ستقود الجيش إلى فتح جبهة جديدة باتجاه ميناء الحديدة من جهة مديرية الزهرة بوادي تهامة.
وتعتبر حرض ثانية كبرى مديريات حجة، وتبعد عن الحدود السعودية قرابة ستة كيلومترات، وتحاذي مباشرة مديرية الزهرة التابعة لمحافظة الحديدة، والتي ستشكل منفذاً وجبهة جديدة للشرعية والتحالف نحو ميناء الحديدة من جهة الشمال، إلى جانب جبهات الجراحي وحيس والتحيتا والخوخة من جهة الجنوب.
ووفقاً لمصادر ميدانية فإن مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي شاركت في العملية إلى جانب وجود وحدات من الجيش السوداني المشاركة في التحالف، فضلاً عن مشاركة الجيش السعودي المرابط في الحد الجنوبي للمملكة من خلال قصفه بالمدفعية الثقيلة مواقع متقدمة للميليشيات في حرض وميدي.
وفي مدينة الحديدة على الساحل الغربي، أقدمت الميليشيات على إغلاق المداخل المؤدية إلى المدينة من جميع الجهات، وفرضت حصاراً خانقاً على سكانها، إلى جانب إجبار عدد من الأسر والأهالي على إرسال أبنائها إلى جبهات القتال التابعة لهم.
كما اتخذت الميليشيات إجراءات أكثر قمعاً مع سكان مديريتي الجراحي والتحيتا القريبتين من مديرية حيس المحررة، من خلال منعها الأهالي فيهما من الخروج لمزاولة أعمالهم، كما منعت حركة السير في عملية تشبه إعلان حظر التجوال على مدار الساعة، وتحويلهما إلى سجن كبير يمنع فيه مزاولة أي نشاط، رغم ما تعانيه مديرية التحيتا من مجاعة في أوساط السكان وتفشي الأمراض والأوبئة.
وفي العاصمة صنعاء، أكد القيادي الميداني في صفوف الشرعية بجبهات نهم، الشيخ محمد العرشاني، لـ«الإمارات اليوم»، اقتراب عملية تحرير مديرية أرحب المتاخمة لأمانة العاصمة مباشرة، مشيراً إلى أن ما تناقلته وسائل الإعلام أخيراً عن اقتحام الجيش للمديرية ليس صحيحاً، وما تم هو عبارة عن وصول وحدات من الاستطلاع العسكري التابعة للجيش إلى المديرية بهدف الاستطلاع ومعرفة مدى إمكانية تحريرها.
وأشار العرشاني إلى أن المعلومات التي تم جلبها من مديرية أرحب تفيد بأن هناك انتشاراً كبيراً للألغام على جميع الطرق ومداخل المديرية، إلى جانب انتشار القناصة والمتارس التي استحدثتها الميليشيات في الجبال والتباب الفاصلة بين نهم وأرحب، وأن أي تقدم للجيش، الذي وصل فعلاً إلى تخوم أرحب، سيكلفه ضحايا وخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وأوضح العرشاني أن الجيش مسنوداً بالتحالف بات قادراً على اقتحام العاصمة وليس أرحب، لكنه يراعي مسألة الخسائر في صفوفه، خصوصاً أن الطرف الآخر لا يبالي بمدى أو حجم خسائره البشرية، حيث يدفع بمئات الأطفال والمغرر بهم إلى المحارق بشكل يومي.
وحول مجريات المعارك في بقية جبهات نهم، أشار العرشاني إلى أن الجيش وصل إلى أقرب نقطة من مديرية أرحب من جهة الميمنة، وبدأ عمليات تمشيط واسعة للمناطق المحررة لتطهيرها من الألغام والمتفجرات والمفخخات، فيما تستمر المعارك بين الجيش والميليشيات في بقية الجبهات، منها جبل الزلزال الذي تمت السيطرة عليه أخيراً.
من جانبه، قال أركان حرب المنطقة السابعة، العميد الركن عبدالله معزب، إن ما يسمى بـ«كتائب الموت» التابعة للميليشيات الحوثية انتهت على مشارف جبهة نهم، وجثثهم بالعشرات متناثرة على الجبال والتباب التي شهدت المعارك. وأضاف العميد معزب أن «الجيش مسنوداً بالتحالف العربي يحمل مشروع حياة، ويبعث الأمل والبناء، بينما الميليشيا تصدّر الموت والدمار للشعب اليمني». وتابع: «نحن على موعد مع النصر وتحقيق الحلم لأبنائنا في الأمن والأمان والاستقرار، والدولة الحديثة الوليدة المقبلة».
من جهة أخرى، عاودت مقاتلات التحالف استهدافها مواقع الميليشيات في العاصمة صنعاء، وشنت غارات على مخازن الأسلحة في جبل نقم شرق المدينة، وأخرى في تباب عطان وعيبان غرب العاصمة، وغارات على الجبل الأسود ومعسكر السواد - جنوب العاصمة، ما خلف انفجارات وتصاعد أعمدة الدخان بكثافة منها.
وفي البيضاء، أعلنت قوات الجيش استكمال تحرير مديرية ناطع شرق المحافظة والبدء بتحرير مديرية الملاجم، وسط انهيار واسع وخسائر كبيرة في صفوف الحوثيين، بلغت 30 قتيلاً وعشرات الجرحى من عناصرهم، إلى جانب أسر 20 آخرين.
ونقل المركز الإعلامي للجيش عن قائد جبهة ناطع العميد صالح المنصوري، قوله إن «قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف استكملت تحرير سلسلة جبال الظهر والقرحاء الاستراتيجية»، وآخر معاقل الميليشيات المتمثلة بمنطقة أشعاب ومثلث اعشار بناطع، ووصلت الى منطقة «فضحة» أولى مناطق مديرية الملاجم، والتي باتت تحت السيطرة النارية للجيش.