اهتمام جنوبي بالتعليم يصد جرائم تجريف العقول بالشمال
أولى المجلس الانتقالي الجنوبي اهتماماً متصاعداً بالمدارس والمؤسسات التعليمية في المحافظات الجنوبية مع بدء الدراسة في مدارس التعليم الأساسي، اليوم الأحد، وحرصت الوحدات المحلية التابعة للانتقالي على متابعة سير العملية التعليمية والتأكيد على أهمية انتظام الدراسة في ظل ظروف صحية صعبة تواجه العالم أجمع بسبب انتشار فيروس كورونا.
يفسر مراقبون اهتمام الانتقالي بالعملية التعليمية باعتبار أنه أحد أدوات مواجهة تجريف العقول التي تسير على قدم وساق في الشمال في ظل تحويل آلاف المدارس إلى ثكنات عسكرية تابعة للمليشيات الحوثية وكذلك لعناصر الشرعية التي ارتكبت هي الأخرى جرائم بحق الأطفال في ظل تردي الأوضاع التعليمية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
يحاول المجلس الانتقالي الجنوبي استعادة البيئة الثقافية الجنوبية التي ظلت حاضرة على مدار سنوات طويلة قبل احتلال الشمال، وبدا واضحاً أن الاهتمام بالمكونات التعليمية والثقافية يعد جزءا أساسيا ضمن معركة الوعي التي يخوضها الانتقالي لاستعادة دولة الجنوب مجدداً، وهو ما يتطلب عقولا جنوبية واعية بحقوق قضيتهم وإثبات عدالة مطالبهم أمام العالم أجمع.
يسعى الانتقالي للتأكيد على أنه يدعم الحركة الفكرية والتعليمية والثقافية في الجنوب، وأنه لا يمانع في أن يكون هناك طلاب صغار لديهم من المعرفة ما يجعلهم قادرين على التصدي لمحاولات قوى إقليمية معادية تعمل على تجريف عقولهم بما يسهل رغبة تلك القوى في السيطرة على مقدرات أبناء الجنوب.
يعد الهدف الأساسي لمحور الشر الإيراني القطري التركي في أن يكون هناك أعلى معدلات للأمية في صفوف الطلاب، ولعل ذلك ما يظهر واضحاً في محافظات الشمال، في ظل توالي الجرائم المرتبكة بحق الأبرياء وتوظيف الصغار كوقود للحرب عبر الزج بهم على جبهات القتال، وهو ما يسعى الانتقالي لمواجهته عبر الاهتمام بالمؤسسات التعليمية في المحافظات الجنوبية ودعمها.
انطلق العام الدراسي الجديد في مختلف مدارس العاصمة عدن اليوم الأحد، وسط تقيد كامل بالإجراءات الوقائية والاحترازية، ودشن انطلاق العملية التعليمية، محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، وسط حضور عدد من المسؤولين.
وتفقد لملس عددًا من الفصول الدراسية، داعيًا المعلمين إلى بذل أقصى الجهود من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية، وشدد على ضرورة التزام المدارس، بالإجراءات الاحترازية؛ للوقاية من فيروس "كورونا" المُستجد.
كما اطلع رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية حالمين بمحافظة لحج العميد ناجي الكربي، ومدير عام المديرية عبدالفتاح حيدرة، على الاحتياجات الضرورية للمدارس.
ووقف وفد من مسؤولي المحافظة وقطاع التعليم، على ما تعانيه المدارس من كثافة طلابية، وعدم وجود صفوف دراسية تستوعب الطلاب، وبعض المشكلات الأخرى.
وناشد مسؤولو التعليم، الجهات المختصة في المحافظة، والمؤسسات والمنظمات الداعمة بالنظر إلى مدارس المديرية، وتقديم اللازم لتغطية الاحتياجات المُلحة لها؛ للتخفيف من الكثافة الطلابية، والعجز الوظيفي.
تفقد رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية زنجبار، العقيد صالح ناصر بوعبدين، صباح اليوم الأحد، عددًا من المدارس للوقوف على سير العملية التعليمية في أول أيامها، ودشن بوعبدين، انطلاق الدراسة في مدرسة الشهيد فهيم الحبسي والشهيد عباس ومدرسة سواحل.
وحث رئيس انتقالي زنجبار، إدارات المدارس على ضرورة الانضباط الوظيفي، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتجنب الازدحام بين الطلاب.
كما افتتحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية ردفان، صباح اليوم الأحد، مدرسة رهف الأهلية للتعليم الأساسي، وأكد مالك المدرسة فكري أحمد الحوشبي، أن هناك تسهيلات تقدمها المدرسة لأسر الشهداء من أجل قبول أولادهم، مع وجود تخفيض في الرسوم.
بدوره شدد رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمديرية عميران ناصر، على أن الاستثمار في المجال التعليمي يُساعد على توسعة النشاط التعليمي، ويُخفف الكثير من الضغط على المدارس، ودعا المدارس الأهلية، إلى مراعاة ظروف أبناء المديرية في مسألة القبول؛ في ظل صعوبات الحياة.